- أميركا تربطها مصلحة بالدول العربية لكن حليفتها في المنطقة هي إسرائيل
- ليس من مصلحة إسرائيل الديموقراطية في الدول العربية فهي تفضل حسم الأمور مع الزعيم الواحد وليس الشعوب
- إجماع على الأثر السلبي الكبير على الموقف العربي نتيجة للأزمة الخليجية
أتلانتا - المؤتمر الـ 34 للاتحاد الوطني لطلبة الكويت
فريق عمل «الأنباء» فريد سلوم - محمد بسام الحسيني - يوسف إبراهيم - علي صالح - فريال حماد
أشاد كل من أستاذي العلوم السياسية د.عبدالله الشايجي ود.شفيق الغبرا بمساعي الكويت لحل الأزمة الخليجية.
واستعرضا خلال ندوة أدارها الإعلامي عمار تقي حول القضايا الإقليمية ضمن ندوات المؤتمر الـ 34 لطلبة الكويت الدارسين في الولايات المتحدة والمنعقد في أتلانتا أوضاع الشرق الأوسط في ظل ما يشهده من صراعات وتدخلات.
بداية، وصف د.عبدالله الشايجي العمل الخيري الكويتي وجهود الصندوق الكويتي للتنمية وتواجد 15000 طالب كويتي في أميركا بأنها مجموعة من «القوى الناعمة»، مشيدا بالديبلوماسية الكويتية ودورها في حل الأزمات، لكنه حذر في حديثه من أن الشرق الأوسط الجديد يتشكل من دون أن يكون للعرب «الضعفاء» أي دور في التأثير فيه، مستشهدا باجتماع رؤساء روسيا وتركيا وإيران في «سوتشي» الروسية قبل أيام لتحديد مصير سورية بغياب الرئيس السوري والمعارضة السورية!
واتهم د.الشايجي الولايات المتحدة بالمسؤولية عن اختلال الأوضاع الإقليمية لصالح إيران على حساب العرب نتيجة لأخطائها، خاصة الغزو الكارثي للعراق قائلا: هناك غياب للمشروع العربي وإـيــران تتقدم علينا في ملعــبنا 10 - صفر وتجاهر بأنها تسيطر على أربع عواصم عربية، وقد زادتنا الأزمة الخليجية ضعفا وانهزاما، فمجلس التعاون كان الجزء السليم الوحيد في جسد الأمة العربية المريض.
وقال د.الشايجي: مخطئ من يظن أن أميركا تتعامل مع العرب كحلفاء، بل هي تراعي مصالحها معهم لأن حليفتها الحقيقية في المنطقة هي إسرائيل.
وانتقد د.الشايجي ما وصفه بـ «التدخل» في شؤون قطر من قبل دول المقاطعة الأربع عبر ما سمي بـ «المطالب الـ 13» ثم «المبادئ الـ 6» التي تلتها، معتبرا أن ما تتعرض له الدوحة هو اعتراض على قيام الدول الصغيرة بدور أكبر من حجمها، مع أن ذلك من حقها، كما هو حال الكويت التي تعتمد على ديبلوماسيتها النشطة كخط دفاع أول عن البلاد.
ووصف الشايجي الأزمة الخليجية بأنها «بلا منطق ولا واقعية»، مذكِّرا بأن قطر قامت بتخفيض التمثيل الديبلوماسي لدى إيران مثلما فعلت الكويت احتجاجا على الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد.
وتابع: العرب يجلسون مع الإسرائيليين للحوار حول السلام والحل، فمن باب أولى أن يجتمعوا مع قطر. من جانبه، قال د.شفيق الغبرا إن الوضع العربي دخل مرحلة حرجة بعد أن فشل في انتهاز فرصة الربيع العربي التي قوبلت بثورات مضادة أجهضتها، لكنه استدرك بأنه يرى ربيعا جديدا قادما ربما في ٢٠٢٤ أو بعدها أو قبلها، لكنه «آت بلا شك»، فشعوب المنطقة ستستمر في المطالبة بثورتها على الرقابة والمساءلة والمشاركة في قرار الحرب والسلام، وأن إسرائيل وحدها التي تستفيد من غياب الديموقراطية في العالم العربي، كونه يسهل عليها مخاطبة شخص والضغط عليه.
وأعرب د.الغبرا عن أسفه لأن الربيع العربي تحول الى حروب طائفية لإجهاض المطالبات بالديموقراطية، مذكِّرا بأنه وبينما في أفريقيا تدعو منظمة الوحدة الافريقية الدول إلى حل الصراعات السياسية عبر الانتخابات، وإلا تحولت الى حروب أهلية، نجد الدول الافريقية تتقدم على العربية في هذا المجال، «فهناك عقدة في التطور الديموقراطي في الدول العربية».
وأضاف: مشكلتنا كبيرة كعرب وهي تهميش طاقات الشعوب وحرياتها، وفي الكويت لدينا نسبة من الحرية، ولكن في دول أخرى لا تتوافر أبدا، مستشهدا بعملية اجتثاث التيارات في الدول العربية التي تفتح الباب أمام التدخل الخارجي وذهاب المعارضات إلى الخارج وإعطاء فرصة لإيران وتركيا وأميركا للتأثير.
وأيد د.الغبرا فكرة أنه وبينما لكل من إيران وتركيا مشروعان واضحان، فإن المشروع العربي غائب تماما.
وتابع بأن الأزمة الخليجية لا يمكن أن تحل إلا بالحوار وأن ما جرى أحدث شرخا سيصعب تجاهله حتى إن عادت العلاقات إلى سابق عهدها في مجلس التعاون فإن قطر لن تستغني عن الوجود العسكري التركي على أراضيها كما انها ستتمسك بقناة الجزيرة التي توصل صوتها.