قالت أم توصي ابنها يوما:
يا بني.. إياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر، وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور، وإياك والشائعة.. ولا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر.. وإذا ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه وادفع بالتي هي أحسن فإن العداوة تنقلب حبا.
وإذا أردت أن تكتشف صديقا فسافر معه ففي السفر ينكشف الإنسان ويذوب المظهر وينكشف المخبر وما سمي السفر سفرا إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر، وإذا هاجمك الناس وأنت على حق أو قذعوك بالنقد فافرح لأنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر، فالكلب الميت لا يركل ولا يرمى إلا الشجر المثمر. يا بني عندما تنتقد أحدا فبعين النحل تعود أن تبصر، ولا تنظر للناس بعين ذباب فتقع على ما هو مستقذر.
وتعود يا بني أن تشكر.. اشكر الله يكفي أنك تمشي وتسمع وتبصر. اشكر الله ثم اشكر الناس، فالله يزيد الشاكرين والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له يقدر.