الرضى والقناعة
من أجمل الصفات التي تميز الإنسان كبيرا كان أم صغيرا: الرضى والقناعة بما قدر الله له من نصيب في هذه الحياة.
وليس من الحكمة يا صديقي العزيز أن يكون الإنسان ساخطا على ما أنعم الله عليه من نعم كثيرة ظاهرة وباطنة، ويبدو للناس غير راض بما رزقه الله، فيقضي حياته حزينا يائسا، لا يجد السعادة في شيء.
ومن الكلمات المعبرة عن ذلك ما قاله البعض: إن في العالم كثيرين من الناس ممن يبحثون عن السعادة بلا جدوى لأنهم يكونون متناسين فضيلة القناعة.
فهل هناك أجمل من هذه الفضيلة الطيبة أيها الأصدقاء السعداء.
وعندما نبحث عن قصص القناعة نجد كثيرا من الماضين من رضوا بالقليل واستطاعوا بهذا القليل أن يبنوا المجد لهم ولمجتمعهم.
ولا تعني القناعة الخنوع والاستسلام.. بل على العكس من ذلك، فهي تشجعك على القيام بما يتوجب عليك من أجل تحقيق النجاح الذي تريده.
فالقناعة لا تعني أن يستسلم الإنسان للواقع، لكن القناعة كنز قد يفتقده حتى من يملك الملايين، فهي لا يقصد بها الفقراء حصرا، كما يظن البعض، فقد يكون الانسان ثريا لكنه غير قنوع ويريد المزيد، فلا يقنع بما أعطاه الله من رزق ويطمع بما بين يدي الآخرين، وربما كان بعضهم أقل منه مالا ومنصبا.
ومن القصص الرائعة في القناعة قصة رجل كان يرعى أمه وزوجته وأولاده، وفي يوم تغيب عن عمله، فاعتقد سيده أنه تغيب بسبب ضعف راتبه، فزاده دينارا. لكن الرجل لم يعلق على ذلك بكلمة.
وبعد فترة تغيب مرة أخرى، فغضب سيده وأنقصه دينارا.. لكن الرجل لم يتكلم مثل المرة الماضية.. فاستغرب سيده وسأله عن السبب.. فقال: غبت في المرة الأولى عندما رزقني الله مولودا، فقلت هذا الدينار رزق مولودي جاء معه، وغبت المرة الثانية بسبب موت أمي، وعندما أنقصت الدينار قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها.
للتواصل مع الصفحة يمكنكم مراسلتي على الإيميل
DOCBAKRI@YAHOO.COM
الواتساب: 97860918