إن التطور السريع في إيجاد بدائل الطاقة غير الصديقة للبيئة، أصبحت اليوم في موقع متقدم على هذا الصعيد. والاكتشافات الحديثة التي تخرج علينا كل يوم تقريبا تؤذن بدخول عصر جديد مغاير ومختلف لما اعتدنا عليه في الكويت ومنطقة الخليج عموما، وذلك في الفترات السابقة المتمثلة في الاعتماد على مصدر وحيد أو لنقل الاعتماد على مصدر واحد للإنتاج المحلي وهو تصدير النفط.
وبعيدا عن لغة الأرقام وتعقيداتها التي تحتاج إلى تحليل وتسهيل الفهم، نتجه إلى الموضوعية في طرح هذه القضية لنقول إن الوضع الحالي أصبح على هذا الشكل من قضية تنويع مصادر للدخل في الدولة، فإن الحاجة هنا، ونظرا لظروف بلدنا الحبيب من هذه الناحية، تتطلب إيجاد مصادر بديلة أو مساندة بنسبة كبيرة وتنويع مصادر الدخل.
تلك النظرية التي لطالما نادى بها العديد من المراقبين للشأن الاقتصادي والمتعلقة بالناتج القومي وتصدير النفط باعتباره المصدر الوحيد المتوافر في هذه البلاد منذ زمن بعيد.
وبناء عليه، فإننا نجدد الدعوة إلى العمل الجاد والمضني لتحقيق الأماني والتطلعات لإيجاد مصادر أخرى لتنويع مصادر الدخل بالدولة في ظل دخول العالم هذا المنحى وعدم الاعتماد على مصدر واحد ووحيد فقط.
فهذه السياسة، أي سياسة الاعتماد على مصدر واحد للدخل، هي سياسة خطيرة على المدى البعيد، وتبقي الدولة في إطار محدود وآفاق مسدودة، ومن جانب آخر، فإن الدولة لا تخلو من وجود مصادر بديلة حاليا، لكنها وفي الشكل الحالي لا ترقى إلى مستوى التوقعات على غرار تجارب الدول الأخرى في العالم ذات المقدرة على توفير الإمكانات اللازمة لتحقيق هذه الغاية.
وعلى الرغم من البدء في تطبيقها قبل سنوات عديدة، فإنها ما زالت في بداية خطواتها، إن جاز التعبير، وتحتاج إلى وقت طويل قبل أن تفرض نفسها على صعيد الدخل الذي يعتد ويعتمد عليه ويساند في نفس الوقت المصدر الوحيد الحالي المتمثل في النفط وتصديره.
وبناء عليه، فإننا نجدد الدعوة لإيلاء هذه القضية حيزا مهما في نطاق اهتماماته ضمن مسار جهوده على صعيد الوضع الاقتصادي وتعزيزه بإيجاد مصادر دخل جديدة وبديلة.
والله الموفق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com