زلزلت قوتها أرض المقدس، وأرعد نور إخلاصها سماء فلسطين، حررت بها النفوس من قيود الشياطين وأنقذت العقول من وهم الدنيا إلى رفعة الدين، تحقق بسحرها التوحيد، سلم العباد أنفسهم وذويهم وأرضهم وأعراضهم لله جل علاه، وسيتحقق بها النصر إن شاء الله.
صرخ القلم ألما وفزعا من هول ما يرى على مدار الساعة من مشاهد وأحداث تدمي العين بكاء ويعتصر لها القلب والكيان ألما ويشتعل بها الوجدان غضبا.
في ذات اللحظة يعترينا الفخر، من قوة وثبات إخواننا الفلسطينيين وحمدهم لله وثنائهم عليه في قلب هذا الابتلاء العظيم الذي هم فيه، بل ازداد إيمانهم بالله واعتصموا بحبله وسلموا أنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه.
لم نعد نسمع بكاء أو صراخا من فقدان، بل كلمات التوحيد تزلزل الوجدان وتشعل حماس أناس حملوا أرواحهم وسط النيران دفاعا عن أرضهم ووجودهم وأطفالهم الذين لم تشفع براءتهم في عين صهيوني جبان!
يا أهل فلسطين، ما تلك الروعة التي أنتم فيها، فقد أصبحتم تعلموننا كيفية التوحيد والثبات عند الشدائد.
وأنتم رجال يتباهى برجولتكم الرجال!
لم يعد يسمع في غزه وشوارعها إلا: «يا رب أنت لها ولكل كرب».
فتعلقت القلوب بالله، وتحقق التوحيد بمعناه الحقيقي.
فتلك المحنة يا أهل فلسطين قد علمتكم إخلاص تسليم الأمر لله.
وأشعر بالتقصير كوني عربية مسلمة ولم أفعل شيئا تجاه إخواننا في فلسطين غير أن دموعي تسيل حين ترى ما يعرض من أحداث على «السوشيال ميديا» وشاشات التلفاز، فيفزع القلب داعيا لهم، ولكن هل هذا كاف؟!
هل يكفي أن نهديهم بضع قطرات من الدموع وبعض دعوات وجمع تبرعات؟!
يجب أن نعلم أن هناك حكمة مما يحدث!
فهل هو اختبار لإخواننا الفلسطينيين؟ أم إن تلك الأحداث تجهيز لبداية النهاية بتحقيق التوحيد، والتمسك بحبل الله، وحينها يتحقق النصر! أم هو اختبار للمسلمين عامة والعرب على وجه الخصوص؟! هل ما يحدث بداية أمر ما قادم أو تحضير له؟
وبغض النظر عن الحكمة من وراء ما يحدث، ماذا يمكننا كشعوب عربية وإسلامية فعله لهم، هل يكفي أن نرسل لهم المساعدات أم أن هناك دورا آخر يمكن أن نقوم به؟
يا أهل «الزيتون» يجب أن تعلموا، لستم وحدكم من تعرض لاختبار من رب العالمين..! فهناك بلاد تعرضت لزلازل، وأخرى لحاكم ظالم شرد مواطنيه في شتى البقاع بعد أن سقاهم ألوان العذاب، وآخرون مبتلون بالغلاء والرشوة والبعد عن الله، وآخرون ابتلوا بالإفلاس والعوز، وآخرون دنست أرضهم الطاهرة وتخلو عن تقاليدهم ومبادئهم وعروبتهم من أجل تحقيق «حرية زائفة»! وآخرون لديهم المال الكثير والأمن والأمان لكنهم يفتقدون الرضا وراحة البال.
فصبرٌ جميل.. والله المستعان.