معلومة غريبة قالها لي أحد الأصدقاء، يقول: تصدق ولدي بلغ 15 عاما عمره ما طلع بالشارع من دوني أو ذهب إلى فرع الجمعية مشيا على الأقدام أو أي مكان آخر سواء في حارتنا أو باقي الضاحية.
الأغرب من ذلك أن هذه المعلومة كررها لي الكثير من الأصدقاء والأقرباء، اختفى شيء اسمه شارع أو خارج البيت لأطفال اليوم. طبعا الموضوع له أسباب ثانية أهمها أنه توافرت لديهم خيارات كثيرة وجبارة تغنيهم عن الخروج واللعب أو حتى المشي في الشارع، وهي الإنترنت وما أتى معه من وسائل التواصل وألعاب الفيديو.
لكن أهم وأقوى سبب لعدم خروج الأطفال في شوارعنا هي أن الشوارع اختفت من شوارعنا.. كيف؟
لم يعد هناك شيء اسمه رصيف مشاة أو حتى ارتداد بيوت كلها تم احتلالها من السيارات أو الديوانيات أو حتى حدائق وأسوار البيوت التي استولت على ارتداد البيت بالكامل ولم يبق للمشاة إلا أن يواجهوا مصيرهم وسط الطريق والسيارات المسرعة.
وصلنا مرحلة أن مشوارا صغيرا من بيتك إلى المسجد فيه بعض الخطورة على سلامتك وأنت تناور بين ما تبقى من الرصيف والطريق المليء بالسيارات التي أحيانا لا تتوقف ولا تحترم المشاة، غير عدم الاحترام فإن بعض قائدي السيارات مشغول بالتلفون وقد لا يرى عبور المشاة.
علينا استعادة شوارعنا وتنظيمها لترجع إلى المشاة حقوقهم في المشي على الأرصفة والحفاظ على سلامتهم من الطريق، كذلك يجب عند تصميم المناطق الجديدة الحرص على وجود كراجات وأماكن لوقوف السيارات داخل القسيمة ومن ضمن مسطح البنيان مع التأكد من توسيع الأرصفة المحاذية للبيوت وعمل حواجز بينها وبين البيوت لعدم الوقوف عليها.
نقطة أخيرة: من أفضل سبل النوم العميق بالليل هو المشي لنصف ساعة على الأقل وهو أمر شبه مستحيل في شوارعنا أتمنى أن يتم إصلاح هذا الأمر.
ghunaimalzu3by@