كان ياما كان
كان ياما كان
الحب مالي بيتنا
ومكفينا الحنان
زارنا «الشيطان» سرق
منا فرحتنا والراحة والأمان
كان هناك أخوان يعيشان في سعادة وهناء وسرور يحب كل منهما الآخر، يعملان في مزرعتهما يزرعان ويحصدان الزرع معا، وكل شيء مشترك بينهما، حتى جاء يوم حدث فيه خلاف بينهما بدأ بسوء فهم ونقاش حاد، ثم أتبعه صمت وزعل استمر شهرا، ثم انقطعت العلاقة بينهما.
في يوم من الأيام طرق باب الأخ الكبير عامل ماهر يبحث عن عمل، وافق الأخ الكبير على عمل العامل الماهر، فقال له: هل ترى الجانب الآخر هناك يسكن أخي الأصغر، لقد أساء إلي وأهانني، وأريدك أن تبني سورا عاليا بواسطة الحجارة التي بجوار منزلي، لكي لا أرى أخي الأصغر، ويكون السور حاجزا بيني وبينه. فأجاب العامل: أعتقد أني فهمت طلبك.
زود الأخ الكبير العامل بكل الأدوات اللازمة لبناء السور العالي، ثم سافر تاركا العامل أسبوعا كاملا. عاد الأخ الأكبر بعد أسبوع إلى بيته ليرى السور العالي، لكنه فوجئ وصدم بما رأى.. رأى العامل قد بنى جسرا بين طرفي النهر، ولم يبنِ سورا عاليا حسب الاتفاق، في تلك اللحظة خرج الأخ الأصغر من بيته وجرى نحو أخيه الكبير:
يالك من أخ رائع تبني جسرا بيننا رغم إساءتي لك، إنني حقا فخور بك يا أخي، وأطلب منك السماح، وبينما الأخوان يحتفلان بالصلح أخذ العامل يجمع أدواته استعدادا للرحيل، فقالا له بصوت واحد:
لا تذهب، انتظر نريدك أن تعمل معنا.
فأجابهما: كنت أود البقاء معكما، لكن يجب علي بناء جسور أخرى..
وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك ودخولنا في شوال، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي ويصلح النفوس التي دخل عليها أكثر من رمضان ولا تزال في حل قطيعة للأرحام ومجافاة لها، و«شايلة» بقلبها على أقاربها!
ونتساءل: أين أثر الصلاة والصيام والقرآن والحج والعمرة والصدقة على قاطعي الرحم؟! ونذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع رحم»، لأن قطيعة الرحم تعتبر من كبائر الذنوب، ومن أسباب حرمان دخول الجنة، إلا إذا عفا الله عن صاحبها.
لذا نحتاج عاملا ماهرا ليبني جسرا لقاطع الرحم، لكي تعود المياه إلى مجاريها، وتصفو النفوس في جميع أيام السنة.
(ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) سورة النور: آية 22.