لا شك أن أساس التربية والتعليم هي المهارات التربوية والتعليمية، فهما وجهان لعملة واحدة لا انفصال بينهما، ومن المفترض أننا كأمة إسلامية تمتلك أعظم نعمتين وأقوى عاملين للنهوض والحضارة الإنسانية ألا وهما:
- اللغة العربية
- القرآن الكريم
فإن أردنا النهوض بقوام نفسية أبناء مجتمعنا للأفضل فعلينا اتخاذ القرآن الكريم سبيلا لكونه المرجع الوحيد في العالم الذي يوجه السلوك الإنساني السوي بالإعجاز العلمي الذي لم يكتشف كله بعد وإلى يوم يبعثون، ولا عجب فهو معجزة إلى يوم القيامة، فتركه به من المصائب والجهل والهزالة ما تصيب به البشر وها نحن بصدد ذلك.
فالسلك التعليمي بالكويت من رياض الأطفال إلى المؤسسات التعليمية الكبرى تفتقر للمهارات ما يكفل مخرجات تعليمية هزيلة ومندثرة، لا تتمثل بالقوة والتأهيل الإنساني والمهني والعملي والتفاعلي بأنواعه، ونحن على أرض الواقع نعاني من انحدار قيمي ليس على مستوى الشباب أو الطلاب محط تركيز الدراسات، وإنما الأصل يرجع للانحدار القيمي لدى المعلمين وأولياء الأمور والقائمين على الإدارة التعليمية، فهم فئات تحتاج لإعادة اصلاح (إلا من رحم ربي) من حيث القيم التربوية والسلوكيات الأخلاقية والتعاملية.. إلخ، وأهمها الثقافة التي ترسخ قدسية الكتاب والقلم والقراءة والدراسة، فإنهم سلاح ضد العدو وضد الجهل وضد الفساد بأنواعه، في قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) (العلق:1-5)، وفي قوله تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) (آل عمران:79).
وقفة تأمل: يقول الحق تبارك وتعالى: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) (آل عمران:191)، فالآية الكريمة بها دعوة المخلوق للتفكر في خلق الخالق، والأغلبية من الناس لا تفقه ذلك التفكر، لكون المفاهيم اليوم تتمثل للسطحية التامة، وإنما التفكر مراده هو الاقتداء بالخالق في تصريف الأمور وإدارة الحياة.. إلخ من الأمور التي يحتاج لها الإنسان، فما يحدث اليوم من اقتباس مناهج في الإدارة التعليمية والتربوية من مؤسسات غربية لا ينفع تطبيقها على مجتمعنا اطلاقا وذلك لأمرين:
- التسلسل الاحتياجي الذي بني عليه ذلك المنهج لا يتوافق مع التسلسل الاحتياجي في البناء التعليمي لدينا.
- الثقافة والنسيج الاجتماعي يختلف من مجتمع لآخر.
وعليه، يجب إعادة النظر في تكثيف التعليم البنائي للقيم المفقودة للقائمين على التربية والتعليم إلى جانب الإداريين ولهم نصيب من ذلك لكونهم قائمين على إدارة الشؤون التعليمية وإن كان (منسق إداري معاملات)، والشراكة المجتمعية للمؤسسات تلعب دورا في الإصلاح، ومنها الإعلام والإعلان - الدورات التثقيفية المكثفة - البحوث الميدانية التي ترفع من أداء الفرد وتفتح له أفقا في الفهم والتغيير للأفضل - النظم واللوائح الحازمة والصارمة في التوجيه السلوكي التربوي للمعلم والأستاذ والإداري - التعاون الأسري.
والتكرار صانع للحضارات الإنسانية في تعزيز الصناعة النفسية للإنسان نفسه، وآخرا، فإن التفكر الذي تدعو له الآيات القرآنية الكريمة كأداة للبحث والتعلم من خلال المتشابهات التي سبق أن كتبت مقالا خاصا عنها، إنما هي هداية الخالق للبشر للنظام التربوي المتمثل بالإحسان من خلال تسخير كل شيء لأجل البقاء الإنساني - والتكرار - والنظام تلك ثلاثية تخاطب العقل البشري في توجيه السلوك الحضاري والتربوي له من أجل مستقبل أفضل.
Lines_title@