بقلم:عمر محسن أبورقبه
omaroteebi@gmail.com
twitter:@omrmo6
في العام 2013 كتبت تغريدة في تويتر مفادها «ديرة بطيخ»، كان عمري آنذاك 12 عاما، مما دعا والدي العزيز لمعاتبتي «ليش تكتب جذي»؟!، فكان عذري أن أغلب المغردين «هذي هي تغريداتهم»، ولم أكن أدرك أنهم يتذمرون من الأوضاع السياسية في البلد، وبعدما عاتبني والدي تركت الكتابة وأصررت على معرفة حقيقة مصطلح «ديرة بطيخ»، ولماذا المغردون يرددون هذه العبارة، مما دعاني لمتابعة وقراءة الوضع السياسي من محللين ومرشحين وناخبين في وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من 6 سنوات، قررت بعدها أن أكتب هذه المقالة وعمري الآن لم يتجاوز الـ 20 عاما.
عندما يكون هناك وعي لدى الناخبين، لا شك سيكون هناك تغيير كبير في المجلس القادم، ومع اقتراب العرس الديموقراطي في الكويت الحبيبة نرى المعتاد من إعلانات لبعض المرشحين «أتوا ليبنوا»، وكأنهم سيصبحون مقاولين وليسوا نوابا، ولا شك أن هناك منهم من يريد أن يبني ثروته على حساب مصالح الشعب الكويتي، ولكن لن أعتب على المرشحين أو بعض نواب المجلس السابق بالقصور والطعنات التشريعية، فالعتب هنا على الناخب الذي ينادي بالإصلاح ويبحث عن فوز أشخاص معينين بهدف المصلحة الشخصية، وإنجاز معاملاته مما دعاني للتساؤل أين المصلحة العامة؟!
المضحك المبكي في ذلك أن أغلبهم يتذمر من الوضع الحالي للبلد، ويتذمرون من العنصرية القبلية أو الطائفية البغيضة، ولكن الواقع المر أنهم الأكثر عنصرية، وهم الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية متناسين مستقبل الكويت الذي ينزف وجعا من هذه العنصرية البذيئة، لكنهم مساءلون أمام الله سبحانه وتعالى يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ومن الأسباب التي جعلتني أكتب هذا المقال أيضا التفكير في مستقبلي ومستقبل أبناء وطني والأجيال القادمة في ظل وجود فساد يغزو البلاد، فكيف سيصبح مستقبل الأجيال القادمة؟!
عندما ينحر الفاسدون الكويت من الوريد للوريد، عندها لن يكون هناك تطور ونهضة ومستقبل آمن، وبالتأكيد حينها لن تستطيع الدولة معالجة الوضع بعد الدمار الذي لحق بها من جراء الفساد، لذا يجب علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل الكويت ونبتعد عن المجاملة الاجتماعية للحد من الفساد اللا محدود!
فهذه هي مسؤوليتكم يا أبناء وبنات الكويت أن تحسنوا الاختيار وأن تكونوا أنتم المصلحين حتى لا تكونوا عونا للفاسدين، وإذا أحسنتم الاختيار فحينها ستكونون أنتم الفائزين بمستقبل أجمل وآمن لكم ولأبنائكم، وإذا لم تنقذوا أنفسكم فلن ينقذكم أحد بعد الله سبحانه وتعالى.