بيروت - بولين فاضل
لن يتوقف الجدل حول المسلسلات التركية المعربة مادام هذا المسار - الذي بدأ منذ مسلسل «عروس بيروت» في العام 2018- مستمرا وبالزخم والإقبال الجماهيري نفسه. ومقابل المؤيدين المستفيدين بطبيعة الحال من هذه الأعمال التي أسهمت في نجومية بعض الأسماء، تمسك البعض الآخر بتحفظه ومآخذه عليها.
البداية مع الممثل القدير رفيق علي أحمد، الذي شارك في عملين معربين ناجحين، هما «عروس بيروت» و«الثمن»، حيث قال إنه ليس في موقع الدفاع، لكن الدراما التركية المعربة ليست موضع انتقاد كبير، وهي في النهاية ناجحة لكونها تلامس المشاهد وتوثق انفعالاته وتسليه، مضيفا: مسلسل «عروس بيروت» لكثرة ما أحبه الشارع العربي تألف من ثلاثة أجزاء وصنع حالة جماهيرية، وبعد ذلك أتى «الثمن» وكسر الدنيا، وهكذا هو النجاح.
وقال الممثل باسم مغنية، الذي لم يخض حتى اليوم تجربة الدراما التركية: هناك مسلسلات تركية معربة قوية على الصعيد التقني والتمثيلي وعلى صعيد القصة والحبكة، وهي لا تشبه الأعمال العربية التي سبق أن قدمت، نافيا أن تكون الدراما المعربة نقمة على الممثلين وعلى الدراما العربية بشكل عام، لافتا إلى أن شركة «ام بي سي» أفردت ميزانية ضخمة لهذه الأعمال لإيصالها بأبهى حلة، وهي بالتالي نعمة على الكثير من الفنانين الذين حصدوا شهرة واسعة من خلالها وأصبحوا نجوما وحققوا جماهيرية كبيرة.
في المقابل، رأى المخرج فيليب أسمر أن الأعمال التركية المعربة هي لتعبئة هواء الشاشات، وهذه الموجة ستنتهي في غضون سنة أو سنتين، غير أنه أقر في الوقت نفسه بأن هذه الأعمال أفادت ممثلين كثرا وجعلتهم يبرزون ويأخذون فرصتهم.
أما الممثلة ريتا حرب، التي كان آخر ما قدمته من أعمال معربة مسلسل «الخائن»، فتستغرب أن يقول البعض إن الرفاهية في العيش في هذه الأعمال مبالغ فيها، معتبرة أن هذا الجانب موجود في حياتنا والقصة في النهاية هي التي تفرض ذلك، ودعت للنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب مادام هذه الأعمال اعتمدت أسلوبا مختلفا عن المألوف في العالم العربي، لاسيما بحكم عدد الحلقات الكبير وطريقة الكتابة بحيث تمت الاستعانة بوجوه تمثيلية كثيرة كانت غائبة عن الشاشة واشتاق لها الجمهور، وهذا جانب إيجابي يجب تثمينه برأيها.
الكاتبة كلوديا مرشليان لها بدورها مآخذ على الدراما التركية المعربة، وما لا تستسيغه فيها هو أنها ترجمة حرفية عن العمل التركي الأصلي، خصوصا أن صنّاع العمل المعرب يعودون إلى أماكن التصوير نفسها وفريق العمل نفسه وحتى يقوموا بكتابة الجمل الحوارية نفسها مع ترجمتها للعربية فقط، وهذا يعني برأيها غياب مساحات الإبداع باستثناء الأداء التمثيلي المختلف للأبطال.