في مؤشر لافت على تزايد الاهتمام بالصحة النفسية في أدب الطفل، قدم عدد من الناشرين المشاركين في الدورة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل مجموعة متنوعة من الإصدارات التي تطرح قضايا نفسية وسلوكية تهم الأطفال وذويهم، مستعرضين عبرها توصيات ومفاتيح تربوية تساعد الأسرة والمربين في بناء جيل أكثر توازنا ووعيا.
وتنوعت الكتب المعروضة بين قصص موجهة مباشرة للأطفال تعزز قيم الثقة بالنفس والتفاعل الاجتماعي، وأخرى إرشادية موجهة للآباء والأمهات والمعلمين، تركز على كيفية التعامل مع مشكلات شائعة مثل العناد، الخوف، الخجل، الكذب، وسلوكيات التنمر.
دليل تربوي للآباء
عرضت دار ألف باء تاء ناشرون (الأردن) مجموعة كتب تسعى لتمكين أولياء الأمور من فهم الجوانب النفسية في سلوك أطفالهم، من أبرزها: «عندما يصبح العناد مشكلة» للكاتبة منى عوض الله، و«عندما يكون الخجل مشكلة»، لياسمين المحتسب، «عندما يصبح الكذب مشكلة» لزيد عبوي، «عندما يصبح الخوف مشكلة» لشادي طعامنة، وتتناول هذه الكتب شرحا مبسطا للأسباب النفسية خلف هذه المشكلات، مع نصائح عملية للتعامل معها، وفق مراحل النمو المختلفة.
بناء الوعي السلوكي
وقدمت دار أصالة للنشر (لبنان) «سلسلة الاستقواء» للكاتبة د. سناء علي الحركة، التي تضم عناوين مثل: «الاختلاف ضرورة»، «السخرية ممنوعة»، «هل أنا جبان؟»، و«الضرب ممنوع»، بأسلوب قصصي قريب من الطفل، يعزز مفاهيم العدل والمساواة، ويدعم قدرته على مواجهة التنمر بالوعي والرغبة في التعايش السلمي.
تجارب شخصية
أما دار نور للنشر (الإمارات)، فاختارت الكاتبة نور عرب أن تقدم مجموعة قصصية مستوحاة من تجربتها اليومية كأم، منها: «أسامة ونايا ينظفان البيت»، و«لعبة نايا المريضة»، و«جدتي وكعك العيد»، مركزة على تعزيز الذكاء العاطفي والتقارب الأسري، وتنمية الطفل في بيئة مشبعة بالمحبة والاهتمام.
وقالت عرب: «حين يشبع الطفل عاطفيا، يكبر أكثر توازنا وثقة، لذا فإن السنوات الثماني الأولى هي المرحلة المثلى لغرس القيم النفسية والوجدانية».
رسالة تتجاوز القراءة
وتقدم هذه الإصدارات مجتمعة رؤية متكاملة تواكب احتياجات الطفل المعاصر، وتدعو الأهل والمربين إلى اعتماد القراءة كوسيلة لفهم الطفل وتوجيهه، ضمن بيئة تعليمية صحية لا تهتم بالمعرفة فحسب، بل تولي العاطفة والمشاعر نفس القدر من الاهتمام.