أسامة دياب
نظمت السفارة الپولندية لدى البلاد حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني الپولندي ويوم الدستور، بحضور نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر، وعدد من كبار المسؤولين، إلى جانب لفيف من السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين لدى البلاد، وأصدقاء پولندا في الكويت.
وأكد السفير الپولندي لدى البلاد ميشال جوليوا عمق وقوة ومتانة العلاقات الپولندية والتي وصفها بالممتازة والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون.
واستعرض في مجمل كلمته خلال الحفل أبرز محطات العلاقات الثنائية، بما في ذلك المشاورات السياسية التي استضافتها الكويت مؤخرا، واللقاء الرفيع الذي جمع الرئيس الپولندي بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، ما يعكس متانة العلاقات وتطابق الرؤى بين الجانبين في العديد من القضايا الدولية، خصوصا في ما يتعلق باحترام السيادة والقانون الدولي.
وأكد السفير الپولندي أن العلاقات الاقتصادية تشهد نموا متسارعا، إذ تقدر قيمة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بمليارات الدولارات، مشيرا إلى تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون مع الكويت ودعم رؤيتها التنموية 2035، من خلال تقديم الخبرات الپولندية في مجالات الزراعة، والتكنولوجيا، والإنشاءات، والرعاية الطبية. كما أعلن السفير عن خطوات جديدة لتعزيز التواصل بين الشعبين، من بينها استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الكويت ومدينة كراكوف ابتداء من يونيو المقبل، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، إلى جانب استئناف برامج التبادل الثقافي والأكاديمي، والتي تشمل عودة طلاب پولنديين لدراسة اللغة العربية في جامعة الكويت، وإطلاق برنامج تدريبي جديد للمهنيين الكويتيين في الأكاديمية البحرية الپولندية.
وفي سياق كلمته، أشار السفير إلى أهمية يوم الدستور الپولندي، الذي يعد محطة مفصلية في التاريخ الپولندي، حيث تم في الثالث من مايو 1791 اعتماد أول دستور حديث في أوروبا، والثاني على مستوى العالم بعد الدستور الأميركي، وهو ما رسخ قيم الحرية وحقوق الإنسان، وأرسى أسس نظام سياسي عصري لا تزال پولندا تفخر به حتى اليوم.
ولفت إلى مرور ألف عام على تتويج أول ملك پولندي، بوليسلاف الشجاع، معتبرا هذه المحطة التاريخية بمنزلة ولادة الدولة الپولندية المعترف بها دوليا، مؤكدا أن روح الصداقة، التي وصفها بالمثل العربي «لا تقدر بثمن»، تظل أساس العلاقات العميقة بين پولندا والكويت.
واختتم الحفل بعروض موسيقية پولندية تقليدية، إلى جانب تقديم مجموعة من الأطباق الوطنية مثل «الزلابية» و«الفدج»، إضافة إلى عرض منتجات متنوعة من علامات تجارية پولندية، في أجواء عكست عمق الصداقة والتقارب الثقافي بين الشعبين.