أقام مركز سرطان الأطفال في لبنان حفله الخيري السنوي الحادي عشر في فندق سانت ريجيس - الكويت، بمشاركة وحضور نحو 320 شخصية بارزة كويتية ولبنانية، في أمسية كرست رسالة الدعم والأمل للأطفال المصابين بالسرطان.
وقد شرف الحفل الذي أقيم مطلع مايو الجاري كل من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون ممثلا بالقائم بالأعمال في سفارة لبنان لدى البلاد أحمد عرفة، ود.هلال الساير، الرئيس السابق لجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وعضو مجلس الأمناء في مركز سرطان الأطفال فيصل المطوع، إلى جانب جوزيف عسيلي، أحد مؤسسي المركز والرئيس الحالي لمجلس الأمناء، وأعضاء مجلس الأمناء، أسمهان زين ود.سيزار باسيم، إضافة إلى هنا الشعار شعيب، المديرة العامة للمركز. ويأتي هذا الحفل امتدادا للعلاقات المتينة التي تجمع مركز سرطان الأطفال في لبنان بالكويت، والتي تجسدت عبر سنوات من الدعم والتعاون الإنساني المستمر في سبيل علاج الأطفال المرضى ومساندة عائلاتهم.
وقد عبر، عضو مجلس أمناء المركز، فيصل المطوع عن شكره العميق وامتنانه لجميع الحاضرين، وأكد أن هذه الأمسية ليست مجرد مناسبة لتناول العشاء، بل تجسيد لمعنى أعمق. فكل مقعد شغل، وكل طاولة حجزت، دليل على كرم الحضور والتزامهم الصادق بدعم الأطفال الذين يواجهون مرض السرطان، لاسيما أولئك الذين ينتمون إلى أسر تعاني من ظروف مادية صعبة.
وأشار المطوع إلى أن هذا الحدث يسهم في تغطية تكاليف العلاج، والاحتياجات الأساسية التي تدخل السعادة والراحة إلى قلوب الأطفال خلال فترة علاجهم. وختم كلمته بتوجيه الشكر لكل من حضر، تقديرا لقلوبهم الرحيمة، واعتزازا بروح المجتمع المتكاتف التي يمثلونها.
وفي كلمته، عبر جوزيف عسيلي عن شكره العميق للحضور، مثنيا على الدور الكبير الذي تلعبه الكويت في دعم المركز.
وسلط الضوء على التزام المركز منذ تأسيسه عام 2002 برسالة ثابتة تقوم على منح كل طفل مصاب بالسرطان فرصة متساوية للعلاج المجاني، وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، دون تمييز على أساس القدرة المادية أو الانتماء الاجتماعي أو الوطني.
وأشار إلى أن المركز نجح، بدعم المخلصين، في علاج أكثر من 5100 طفل حتى اليوم، رغم التحديات الجسيمة التي واجهته، وأكد أن نسبة الشفاء التي تتجاوز 80% تشكل حافزا كبيرا لمواصلة هذه المسيرة.
وفي سياق كلمته، وجه عسيلي تحية تقدير خاصة إلى عضو مجلس الأمناء فيصل المطوع تقديرا لدوره المحوري منذ عام 2005، حيث كان له دور أساسي في توسيع شبكة علاقات المركز الدولية وتأمين دعم استراتيجي من مؤسسات كبرى.
وختم عسيلي بالقول: «دعمكم لنا ليس مجرد تبرع، بل هو فرصة حياة تمنح لطفل بريء يحلم بالمستقبل. معكم، وبكم، سنستمر».
رسالة محبة
في كلمة لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون، ألقاها القائم بالأعمال في سفارة لبنان أحمد عرفة، عبر الرئيس اللبناني خلالها عن امتنانه العميق للدعوة للمشاركة في هذا الحفل الإنساني الخيري، الذي يكرس أسمى معاني التضامن والدعم لأطفال لبنان.
وأكد أن هذه المناسبة تحمل رسالة محبة من لبنان وشعبه المحب للسلام، الطامح إلى الاستقرار، والساعي لاستعادة دوره العربي ومكانته الثقافية والعلمية، المتمسك بالتنوع والتعددية.
وشدد على متانة العلاقات الأخوية العريقة بين لبنان والكويت، والتي تعززها المواقف النبيلة والثقة المتبادلة، معربا عن تقديره الكبير لما تبذله الكويت، قيادة وشعبا، من دعم دائم للبنان في مختلف المحطات.
وفي سياق كلمته، استشهد الرئيس اللبناني بكلمات لقداسة البابا الراحل فرنسيس، قائلا: كم من مرة، بجانب سرير شخص مريض نتعلم الرجاء؟! وكم من مرة بالقرب من شخص يتألم، نتعلم الإيمان؟! وكم من مرة ننحني لمساعدة شخص محتاج، فنكتشف المحبة؟! حينها ندرك أننا «ملائكة» رجاء ومرسلون من الله لبعضنا البعض».
وفي الختام، توجه بالشكر الجزيل للكويت على استضافتها هذا الحدث، ولمجلس أمناء المركز والعاملين فيه. وخص بالشكر فيصل المطوع، مثنيا على دعمه المتواصل للبنان وعطائه السخي لمركز سرطان الأطفال.
وختم بالدعاء أن يبارك الله هذا العطاء، ويشفي الأجساد الطرية، التي هي بمثابة الروح للجسد.
جيسي فخري
وقدمت جيسي فخري، عريفة الحفل والناجية من سرطان الدم، شهادة مؤثرة اختصرت فيها سنوات من الصراع، بدأتها بعمر 12 سنة مع حلم بسيط بالرقص، ليقاطع السرطان طفولتها ويفرض عليها رحلة قاسية من الألم والعلاج. وقالت جيسي انه بالرغم من تساقط شعرها، وتغير ملامحها، وفقدانها القدرة على المشي، تمسكت بخيط الأمل، ووجدت في مركز سرطان الأطفال أكثر من مجرد مكان للعلاج، وجدته بيتا دافئا وملجأ نفسيا وماديا، احتضنها بمحبة الأطباء والممرضين ورفاق الدرب من المرضى الذين أصبحوا عائلتها الحقيقية. حتى من رحل منهم، بقي أثره حيا يرافقها ويقوي عزيمتها. وفي 20 يناير 2020، دونت انتصارها في معركتها مع السرطان.