بقلوب يعتصرها الحزن وعيون يغمرها الدمع أنعى أخي وصديقي ورفيق دربي الفريق م.محمود الطباخ الرجل الذي عرفته منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما وعملت معه كتفا بكتف في المباحث الجنائية فرأيت فيه من الخصال ما يجعل الفقد موجعا والوداع صعبا.
عرفتك يا أبا حسين شهما نزيها صادقا في القول والعمل، رجل مبدأ لا تحيد عنه وقائد ميداني لا يعرف التراخي جمعت بين الحزم والرحمة وبين القيادة والتواضع فكنت مثالا يحتذى في الأخلاق والانضباط والإخلاص للوطن.
كنت مثالا للضابط الملتزم الذي يقدس الحياة العسكرية ويعيش تفاصيلها بكل شغف واحترام لم تكن تراها مجرد وظيفة بل رسالة ومسؤولية وكنت تبحث عن الحقيقة دون كلل أو ملل لا تساوم في الحق ولا تتنازل عن مبادئك حتى وإن كلفك ذلك الكثير.
في ميادين العمل الشاق لم نكن نعرف الراحة لكنك كنت دوما أول من يحضر وآخر من يغادر، كنت تقول دائما «المسؤولية أمانة ولن نتهاون في حملها مهما كانت التحديات» وكنت عند كلمتك، وما شهدت الكويت يوما عصيبا، إلا وكنت في مقدمة الصفوف تخفف من وقع المصاب وتثبت أقدام رجالك.
رحلت عنا اليوم لكن سيرتك باقية في القلوب في الذاكرة، وفي كل من عمل معك وتعلم منك رحلت جسدا لكن أثرك محفور في تاريخ الأمن الكويتي وفي قلوب محبيك وزملائك وأهلك.
أعزي نفسي وكل من عرفك وأعزي أسرتك الكريمة، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته ويجعل ما قدمت في ميزان حسناتك.
نم قرير العين يا أبا حسين … فقد أديت الأمانة وكنت نعم الأخ والصديق والقائد.