نجح فريق طبي وطني في إجراء عملية استبدال صمام أبهري (أورطي) لمريضة كويتية في العقد الثامن من عمرها باستخدام تقنيتي BASILICA وUNICORN عبر القسطرة التداخلية دون الحاجة إلى جراحة قلب مفتوح وذلك في مركز سلمان الدبوس لأمراض القلب.
ونجح الفريق في إجراء العملية تحت إشراف استشاري أمراض وقسطرة القلب د.الطيب القلاف، ليعد هذا الإنجاز من الحالات النادرة على مستوى الشرق الأوسط.
وأوضح القلاف، في تصريح صحافي الأحد، أن هذا الإنجاز يمثل خطوة متقدمة في تقديم الرعاية الدقيقة لمرضى القلب، خاصة لمن خضعوا لتدخلات سابقة.
وذكر أن العملية استغرقت نحو 9 ساعات وتم خلالها استخدام تقنيتي BASILICA وUNICORN معا، وهذا ما يعكس تطور الخدمات الصحية في دولة الكويت وقدرة الكفاءات الوطنية على تنفيذ إجراءات تعد من بين الأكثر تقدما على مستوى العالم.
وأكد أن هذه الحالة تثبت أنه بالإمكان تقديم بدائل آمنة وفعالة للمرضى المعرضين لمخاطر جراحية عالية، مبينا أن المريضة كانت قد خضعت لعملية استبدال صمام أبهري في عام 2019، وبدأت تعاني مؤخرا من أعراض تشير إلى فشل في الصمام المزروع، وأنه وبسبب طبيعة الحالة فإن استبدال الصمام بالطريقة التقليدية كان ينطوي على خطر مرتفع للغاية يصل إلى احتمال 100% لانسداد الشرايين التاجية، وهو ما يعد من أخطر المضاعفات.
وأضاف أنه نتيجة لحالة المريضة لم يكن الخيار الجراحي مناسبا نظرا لعمر المريضة وحالتها الصحية، مما استدعى اللجوء إلى تدخل تقني دقيق عبر القسطرة التداخلية TAVR وفق أحدث ما توصل إليه الطب في هذا المجال.
وقال القلاف إن الفريق الطبي قرر استخدام تقنية BASILICA، وهي إجراء متقدم يستخدم أثناء استبدال الصمام الأبهري عن طريق القسطرة ويهدف إلى تجنب انسداد الشريان التاجي وهي مضاعفة خطيرة في بعض الحالات، وفي هذه التقنية يتم شق وريقة الصمام الأصلي أو الصناعي القديم بدقة باستخدام تيار كهربائي، ما يسمح بمرور الدم إلى الشرايين التاجية بعد وضع الصمام الجديد ويمنع انسدادها بسبب موقع أو بنية الصمام المزروع.
كما تم توظيف تقنية UNICORN لإزالة أو تعديل الأنسجة التي قد تؤدي إلى انسداد الشريان التاجي وذلك عبر إبرة تردد حراري موجهة بدقة وتعد هذه التقنية خيارا مكملا أو بديلا في الحالات المعقدة التي تتطلب حماية إضافية للمسارات التاجية خاصة عندما لا تكون BASILICA وحدها كافية.
وأكد القلاف أن هذا الإنجاز كان ثمرة تعاون وتكامل بين الكوادر الوطنية في مختلف التخصصات، وهو دليل حي على أن الاستثمار في الطاقات المحلية وتوفير بيئة مهنية محفزة هما مفتاح التميز والريادة في القطاع الصحي.