في مشهد يليق بمهابة الركن الخامس وبلاد جعلت من خدمة الحرمين شرفا ومقصدا، تفتح السعودية ذراعيها لحجاج بيت الله بجملة من الاستعدادات الرقمية والتقنية التي تواكب تحديات العصر لتظهر للعالم نموذجا متقدما واستثنائيا في العمل من خلال تنفيذ مبادرات متطورة تقنيا وبيئيا تتناسب مع احتياجات الحدث.
وبداية من الجانب التقني أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تمرينها لموسم للعام الحالي بهدف تعزيز الجاهزية السيبرانية للجهات الوطنية المشاركة في الحج وتنمية مهارات المتخصصين لديها في ذات المجال وتمكينها بما يسهم في تقديم تجربة متكاملة لضيوف الرحمن بأعلى معايير الراحة والتميز والأمان. وشارك في التمرين أكثر من 300 جهة وطنية يمثلها أكثر من 800 مسؤول ومتخصص في مجال الأمن السيبراني، حيث يتضمن إجراء محاكاة لأنواع مختلفة من الهجمات السيبرانية.
وفي السياق التقني، أطلق التطبيق الوطني الشامل (توكلنا) خدمة استعراض تصاريح الحج لهذا العام، وذلك بالربط مع المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج (منصة تصريح) التي دشنتها مؤخرا وزارة الداخلية بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا). وبخصوص الطرق وصيانتها، فقد اتبعت الهيئة العامة للطرق أحدث التقنيات في الصيانة من بينها استخدام معدة حديثة تعمل على إعادة تدوير كامل طبقات الأسفلت وما تحتها. وتعتبر هذه التقنية صديقة للبيئة، حيث تعيد استخدام ما يصل إلى 100% من المواد الموجودة، مما يقلل الحاجة إلى المواد الخام ويحد من الانبعاثات الكربونية.
وفي مجال النقل، سخر مركز إرشاد الحافلات الناقلة لحجاج الخارج بمكة المكرمة أحدث التقنيات الذكية ضمن خطته التشغيلية لموسم الحج من خلال توجيه الحافلات وإيصالها بكفاءة عالية عبر منصة (أرشدني) الذكية التي تدار من خلال غرفة تحكم ومراقبة متكاملة.
وفي السياق، أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي خطتها التشغيلية لموسم الحج التي تضمنت 120 مبادرة إثرائية و10 مسارات إثرائية ذكية لتعزيز التجربة الرقمية لحجاج بيت الله الحرام و50 برنامجا علميا. وشملت الخطة تدشين النسخة الثانية من الروبوت الاصطناعي (منارة) بعدة لغات بالإضافة إلى النسخة المطورة من الشاشات التفاعلية الذكية والمقرأة العالمية الإلكترونية وتطبيق سورة الفاتحة الرقمي وبوابة قاصد وتطبيق إعلام الحرمين. كما أطلقت وكالة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي أكبر مشروع قرآني إثرائي عالمي في موسم الحج والذي يتضمن إنشاء منصة رقمية عالمية متكاملة لتعليم القرآن الكريم وتوظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.