أدانت دول العالم قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز سفينة المساعدات المدنية «مادلين» في المياه الدولية بالبحر المتوسط، مؤكدة أن ذلك يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، فيما قادت قوات الاحتلال السفينة إلى ميناء أسدود واحتجزت جميع النشطاء الذين كانوا على متنها.
ووصفت منظمة التحرير الفلسطينية اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على السفينة «مادلين» بأنه «قرصنة منظمة»، معتبرة أن «اعتراض السفينة مادلين في عرض البحر حرب إبادة جماعية يعد إرهاب دولة منظما وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي».
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إن هذا الاعتداء الشنيع «الذي يهدد حرية الملاحة والأمن البحري» يثبت مرة أخرى أن الاحتلال «دولة إرهاب»، فيما استدعت الخارجية الاسبانية القائم بأعمال سفارة إسرائيل في مدريد احتجاجا على الواقعة، واعتبرت إيران أن «الهجوم على هذه السفينة يعد شكلا من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولي، لأنه حدث في المياه الدولية».
بدورها، أعربت باريس عن رغبتها في «تسهيل العودة السريعة إلى فرنسا» لمواطنيها الستة الذين كانوا على متن السفينة.
كذلك، خرجت وقفات احتجاجية في كل من لندن وبرلين دعما للسفينة «مادلين» التي احتجزتها إسرائيل.
وانتقد المحتجون ما وصفوه بصمت حكوماتهم على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، حسبما أوردت قناة «الجزيرة» الفضائية. وفي سياق متصل، انطلقت أمس من تونس قافلة «الصمود» الرمزية التي تضم مئات الأشخاص، معظمهم تونسيون، على أمل الوصول إلى غزة سعيا لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع الفلسطيني، وفقا للمنظمين.
وقال المنظمون إن القافلة لا تحمل مساعدات إلى غزة، لكنها تهدف إلى القيام بعمل «رمزي» في القطاع الذي وصفته الأمم المتحدة بأكثر الأماكن جوعا على الأرض.
وتضم القافلة أطباء وتسعى للوصول إلى معبر رفح في جنوب قطاع غزة، وفقا للناشطة جواهر شنة التي تحدثت لوكالة «فرانس برس». وصعد ناشطون يحملون الأعلام التونسية والفلسطينية في نحو عشرة حافلات، مصحوبين بزغاريد النساء وبتشجيع الأقارب.
وأوضحت شنة، المتحدثة باسم «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس» المنظمة للقافلة «نحن نحو ألف شخص، وسينضم إلينا المزيد في طريقنا إلى غزة».
وبالعودة إلى السفينة «مادلين»، أعلن «تحالف أسطول الحرية» أن سفينته المدنية التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة اعترضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية بعرض البحر المتوسط، و«اختطفت» طاقمها.
وقال التحالف في بيان إن قوات الاحتلال صعدت بشكل غير قانوني السفينة التي كانت تقل أيضا ناشطين واختطفت طاقمها المدني غير المسلح وصادرت حمولتها المنقذة للحياة بما في ذلك حليب الأطفال والطعام والإمدادات الطبية.
وكان على متن السفينة الشراعية 12 ناشطا فرنسيا وألمانيا وبرازيليا وتركيا وسويديا وإسبانيا وهولنديا أبحروا من إيطاليا في الأول من يونيو الجاري لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا بعد أكثر من سنة ونصف السنة على اندلاع الحرب فيه.
وبعد اعتراضها في المياه الدولية بعرض البحر المتوسط من قبل قوات خاصة اسرائيلية فجر أمس، وصلت «مادلين» لاحقا إلى ميناء أسدود وسط إسرائيل وعلى متنها الناشطون الـ 12، وأكدته هيئة البث الإسرائيلية أن مصلحة السجون احتجزت نشطاء السفينة، الذين اتهمهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنهم «أبواق دعاية لحركة حماس» الفلسطينية.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة مقتل 47 فلسطينيا وإصابة 388 آخرين بعد تجدد الغارات الجوية من قبل الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقالت السلطات في بيان صحافي إن ستة من حصيلة الشهداء وأكثر من 99 إصابة هم من شهداء المساعدات ليرتفع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات إلى 127 شهيدا وأكثر من 1287 إصابة.
وأضافت أن حصيلة عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ترتفع بذلك إلى 54927 شهيدا و126615 مصابا.
ووسعت قوات الاحتلال من نطاق عملياتها العسكرية البرية شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع إضافة إلى شرقي وشمالي مدينة غزة مصدرة أوامر إخلاء قسرية جديدة لآلاف العائلات الفلسطينية.
وقال شهود عيان إن العائلات الفلسطينية بدأت برحلة نزوح جديدة من مخيم جباليا شمالي القطاع وسط قصف جوي وبري كثيف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحي.