لطالما كانت المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعلى مدار سنوات ماضية وعقود طويلة، واحة أمن وأمان، خاصة خلال مواسم الحج. فلقد كانت منارة للأمن وتوفير كل أسباب الراحة والاطمئنان للحجيج الوافدين إليها من شتى بقاع العالم. وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان. فجهود المملكة الجبارة على مدى الفترات الماضية كانت واضحة جلية بشهادة مؤدي هذا المنسك العظيم أثره على حياة المسلم. فمرورا بجهود الراحل الإمام محمد بن سعود وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس الوزراء السعودي، الذين ساهموا في توفير الأمان للحجاج طوال فترة أداء المناسك. فكانت بحق جهود يحق للمسلم في جميع بقاع العالم أن يفخر بوجودها وبأثرها الكبير على من كتــب له نصيب أداء فريضة الحج بكل أريحية وسهولة وبساطة.
من جهة أخرى، نجد أن التوسعات التي جرت خلال الفترة السابقة كان لها عظيم الأثر في تسهيل وراحة الحجاج لأدائهم مناسكهم بكل سهولة، فكانت التوسعات والخدمات قياسية، حيث شهدت أكبر توسعة تاريخية للحرم المكي الشريف، واستمرت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعلى نسق متسع لا حدود له. هذا بالإضافة إلى أنه من الجدير بالذكر في هذا الصدد القول إن موسم الحج لهذا العام هو موسم استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، حيث كل الخدمات التي تقدم للحجاج كانت متكاملة ومتطورة وسريعة في كل المجالات صحة ومواصلات وخدمات، شكلت فرقا كبيرا في المشاعر المقدسة وفي مكة المكرمة.
مــن جانب آخر، أيضا نقول إن الطـمـوح والتطلعات لأداء موسم حج أفضل دائما من الذي قبله تبدو تطلعات وطموحات لا حدود لها لدى القيادة في المملكة، الأمر الذي يتوازى مع مسيرة التنمية والنهوض بالمملكة لأعلى المراتب في تقديم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها لكل من يفد إليها. كل ذلك يعزز الانطباع المستقبلي لتحقيق أفضل أداء وعلى أكثر من صعيد. من هنا، ومن هذا المقام نقول كل التمنيات الطيبة بالتوفيق والسداد للقائمين على تيسير وتسهيل أمور الحج في المملكة، وحجا مبرورا وسعيا مشـكورا لجميع لضيوف الرحمن وحجاج بيته الحرام. والله الموفق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com