في تعليقه على سلسلة الاغتيالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي لعدد من العلماء النوويين والشخصيات البارزة في النظام الإيراني، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اجتماعا كان من المنتظر أن يعقد بين إدارته وعدد من القيادات الإيرانية غير أنه لم يتبق أحد منهم!
ومع السخرية الطافحة من هذا التعليق، إلا أن ترامب قد يكون أصاب في شيء واحد هو أن طهران ستضطر إلى توريث مشروعها إلى جيل جديد يحمله ويحمي مصالحها في المنطقة من التهديد الإسرائيلي الذي يضرب في العمق منها بعد سنوات من التهديد والوعيد.
جاء الرد الإيراني قويا، لكن هذا لا ينفي أن النظام الإيراني ينزف دما ورجالا بعد أن فقد الكثير منهم خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، وأن ثمة جيلا جديدا يتسلم الراية الآن تحت وهج النيران.
عند البحث في قائمة الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل داخل إيران نرى جديا أنها ضربت في سويداء القلب، وأول الذين وصلت إليهم إسرائيل هو حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، واللواء الذي كان من بين الأسماء الواردة في قائمة العقوبات الأميركية في أبريل 2019.
والآن، بعد اغتيال القادة الإيرانيين في طهران، سارع المرشد الايراني علي خامنئي، إلى الإعلان عن تعيين محمد باكبور قائدا جديدا للحرس الثوري، وهو أستاذ حاصل على دكتوراه في الجغرافيا السياسية، وسبق أن شغل منصب قائد القوات البرية في الحرس، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، كما تولى قيادة عدة فرق ميدانية. عين المرشد أيضا علي شادماني قائدا جديدا لمقر خاتم الأنبياء المركزي، المسؤول عن تنفيذ العمليات المشتركة والتخطيط والتنسيق بين الجيش والحرس الثوري، وذلك خلفا للواء غلام علي رشيد.
وعلى مستوى الجيش، اختار خامنئي اللواء سيد عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة خلفا للجنرال محمد باقري، وقد كان الرجل من قدامى ضباط الجيش الإيراني، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، كما سبق أن شغل رئاسة أركان الجيش وقيادة الدفاع الجوي.
هذه التعيينات إذن قد أدخلت إيران وحرسها الثوري خصوصا في ما أسمته فاطمة الصمادي بالجيل الخامس من القيادة، في هذه المرة لم يكن التغيير عقب قرار داخلي، بل هجمات إسرائيلية أثبتت اختراقات عميقة في النظام الإيراني.