حامد العمران
«ختامها مسك».. العنوان الرئيسي لختام الموسم الرياضي لكرة اليد، والذي جاء بالمباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الـ 57 التي اختتمت السبت الماضي بلقاء قمة القمم الذي جمع الكويت مع القادسية وتوج من خلاله «الأبيض» بطلا للمرة الـ 12 على التوالي والـ 15 بتاريخه، ليبقى الأصفر على رقمة السابق بتحقيقه اللقب 7 مرات كان آخرها موسم 2013/2012، وبعد هذا الموسم لم يترك نادي الكويت فرصة للفرق الأخرى للوصول إلى القمة، ليحطم الأرقام سواء في عدد البطولات بشكل عام أو البطولات المتتالية التي وصلت إلى 12 أو حتى في عدد مباريات الفوز المتتالي، والذي وصل إلى 36 مباراة متتالية في بطولات الكأس، وهذه الأرقام من الصعب تحطيمها لسنوات عدة، لذلك بات الأبيض ينافس نفسه.
في المقابل، كان القادسية قريبا جدا من إيقاف الأبيض بعدما قدم واحدة من أجمل مبارياته خلال السنوات الأخيرة، وكان قاب قوسين أو أدنى من أخذ المباراة إلى الأشواط الإضافية لكنها انتهت لصالح الأبيض 29/30، ولولا ضياع الفرصة الانفرادية الذهبية من لاعب الدائرة عبدالله العطية في آخر 5 ثوان لكانت المباراة ذهبت إلى منحى آخر.
مستوى فني راق
الحقيقة التي لابد من ذكرها هي أن القادسية هز عرش الكويت وجعل دقات قلب جماهير الأبيض ولاعبيه تتسارع وتدق بصوت يكاد يكون مسموعا خوفا من فقدان القمة، لكن سفينة الأبيض بقيادة المدرب الجزائري سعيد حجازي وصلت إلى شاطئ الأمان بعدما تعرضت للعديد من الأمواج المتلاطمة طوال الستين دقيقة، وهي عمر المباراة النهائية، وكانت النتيجة متقلبة بين الفريقين. وما يثلج الصدر في هذه المباراة المستوى الفني الراقي والإثارة والمتعة والحماس الكبير عند اللاعبين والجهازين الإداري والفني، والذي انعكس إيجابيا على كل من شاهد المباراة سواء الجماهير الكبيرة التي حضرت وبثت الحماس باللاعبين، او حتى من هم خلف شاشات التلفاز. وباتت هناك دروس فنية يستفيد منها كل من شاهد المباراة، وذلك من خلال القراءة الفنية للمدربين، سواء مدرب الابيض حجازي او مدرب الاصفر التونسي آمن القفصي الذي وضع طرقا تكتيكية جعلت القادسية قريبا من تحقيق النتيجة الايجابية، وذلك بالحد من خطورة مفاتيح اللعب في «الأبيض» واهمها المحترف القطري فرانكيس وذلك في المقابلة المباشرة له إلى جانب العودة السريعة للدفاع وايضا تسريع اللعب في الهجوم.
وكان صانع ألعاب الاصفر عبدالعزيز سالمين العقل الهجومي المدبر وقدم واحدة من أفضل مبارياته وتمكن من قيادة الفريق بحنكة إلى جانب المحترف المونتنيغري فلادان الذي تحرر من الرقابة في عدة أوقات وهز شباك الأبيض، كما فعل المحترف التونسي رامي الفقيه. أما من الناحية الدفاعية، فكان «الأصفر» حاضرا باتباع الطريقة المناسبة بقيادة مبارك الخالدي ومحمد الصانع وحسن المهدي، وكان الحارس الشاب فهد صلبوخ مكملا لزملائه وتألق بشكل لافت في الشوط الثاني.
«الأبيض» استغل الخبرات
أما الكويت فاستغل خبرات لاعبيه وحسم المباراة في الدقائق الأخيرة بفضل حنكة عبدالله الخميس الذي حول مسار اللعب من الجهة اليسار إلى اليمني، ليتألق المحترف البرتغالي هرنانديز انجل، والجناح اليمين صالح الموسوي، وهذا ما منح الفوز والظفر بالبطولة.
أما الفريق الذي لفت الأنظار فهو السالمية صاحب المركز الثالث، الذي لعب البطولة دون محترفين واستطاع بلاعبيه الشباب قلب التوقعات والحصول على الميدالية البرونزية، ويعود الفضل في ذلك للمدرب الوطني يعقوب الموسوي الذي وثق بإمكانيات لاعبيه المحليين ليضع التكتيك المناسب الذي يخدم ويبرز إمكانياتهم الفنية وخاصة في اللقاء الأخير أمام كاظمة المدجج بالنجوم، وكانت القيادة في الملعب لأحد نجوم الموسم صانع الألعاب حيدر دشتي إلى جانب محمد البحر والشاب يوسف رجب وأحمد مراد، وفي الخط الأمامي حسين السلمان وعلي بولند وعبدالله العنزي وحسن رجب إلى جانب لاعب الدائرة علي الحداد والحارسين حسين دشتي وسلمان الخمسان.
إعادة الحسابات
من جانبه، يعتبر كاظمة اكبر الخاسرين ليس في كأس الاتحاد فحسب بل في الموسم الرياضي بحلوله في المركز الرابع بالكأس والثالث في الدوري، وهذان المركزان لا يتناسبان مع الإمكانيات المتاحة للفريق سواء بوجود مدرب جيد هو الصربي بوزو روديك، أو لاعبين مميزين بجميع المراكز سواء محترفين أو محليين، ويجب على إدارة الفريق بقيادة عمر الملا ومساعده سالم عبدالسلام إعادة الحسابات خاصة من الناحية الفنية. ومن أهم سلبيات الفريق الخروج عن الانضباط التكتيكي في الأوقات الحرجة والتسرع في اللعب خاصة من قبل المحترف التونسي أنور بن عبدالله.
من أفضل البطولات
عموما، تعتبر بطولة الكأس من افضل البطولات في السنوات الأخيرة من ناحية المستوى الفني والأكثر إثارة، وما قدمه القادسية أمام الكويت جعل جميع الفرق تعيد حساباتها في المستقبل من اجل كسر هيمنة الكويت على البطولات، وهذا ممكن شرط وجود الجهاز الفني القادر على القراءة الفنية الصحيحة، مع الثقة بقدرات لاعبيه واختيار اللاعبين المحترفين بدقة.