Search Mobile
  • alanba twitter
  • Alanba Facebook
  • Youtube
  • Alanba Instagram
  • alanba TV
  • alanba Tiktok
  • الرئيسية
  • أخبار الكويت
    • أخبار الكويت
  • أدب وثقافة
    • أدب وثقافة
  • عربية وعالمية
    • عربية وعالمية
  • اقتصاد وأعمال
    • اقتصاد وأعمال
  • رياضة
    • رياضة
  • المجتمع
    • المجتمع
  • فنون
    • فنون
  • منوعات
    • منوعات
  • حول العالم
    • حول العالم
  • كتاب وآراء
    • كتاب وآراء
    • أرشيف الكتاب
  • تقارير خاصة
  • الأخيرة
    • الأخيرة
    • الوفيات
  • alanba english
  • alanba logo white
  • لمحه عن الأنباء
    • عربي
    • English
  • الصفحات الملونة PDF
  • BBC NEWS | عربي
  • أوقات الصلاة
  • الطقس
  • الوفيات
  • مؤشر البورصة
  • كاريكاتير
  • بودكاست
  • استديو الانباء
  • عناوين الموضوعات
  • الإعلان والتسويق
  • التوزيع والاشتراكات
  • خدمة RSS
  • اتصل بنا
 
  • الرئيسية
  • بريد الأنباء
  • اتصل بنا
  • لمحه عن الأنباء
    • عربي
    • English
  • الإعلان والتسويق
  • التوزيع والاشتراكات
  • خريطة الموقع
  • صفحات PDF
  • الجمعة - 23 من المحرم 1447 - 18 يوليو 2025 - العدد: 17437
Mobile Logo
Logo
 
للتواصل معنا:
  • Twitter
  • Facebook
  • alanba TV
  • Instagram
  • RSS
  • Whatsapp
  • Youtube
كويتية يومية سياسية شاملة
 
  • الرئيسية
  • أخبار الكويت
  • أدب وثقافة
  • عربية وعالمية
  • اقتصاد وأعمال
  • رياضة
  • المجتمع
  • فنون
  • منوعات
  • حول العالم
  • كتاب وآراء
    • أرشيف الكتاب
  • تقارير خاصة
  • الأخيرة
    • الوفيات
  • alanba english
عاجل
  • «الديوان» لـ «الأنباء»: إنجاز 50 هيكلاً معدّلاً تنفيذاً لقرار مجلس الخدمة المدنية بتطبيق النموذج المعتمد
  • بالفيديو.. وزير الدفاع دشّن «البيرقدار TB2»: إدخال المسيّرات للخدمة نقلة نوعية في تطوير قدرات الجيش بالمراقبة والاستطلاع
  • مراكز لتوظيف الشباب في «الخاص»
  • سحب وفقد الجنسية الكويتية من عدد من الحالات
  • الكويت تعرب عن تعاطفها وتضامنها مع العراق جراء حريق في أحد الأسواق التجارية
  • بالفيديو..أكثر من 61 قتيلاً في حريق في مركز تجاري في الكوت شرق العراق
  • Facebook
Note: English translation is not 100% accurate
  • الرئيسية
  • أخبار الكويت
  • twitter
  • facebook
  • whatsapp
  • viber
  • email

ممــا قــرأت.. بقلم د. يعقوب يوسف الغنيم

18 يوليو 2025
المصدر : الأنباء
A+
A-
Printer Image
X
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
 د. يعقوب يوسف الغنيم
محمود محمد شاكر
د.طه حسين
الشاعر أبو العلاء المعري
خير الدين الزركلي
غلاف كتاب أباطيل وأسمار
غلاف كتاب الأعلام
المهرجان الألفي

قرأت، وقرأ زملائي من طلاب العلم عند شيخنا الأستاذ محمود محمد شاكر كتابا من كتبه المهمة كان قد صدر في سنة 1965م بعنوان «أباطيل وأسمار»، والشيخ في غنى عن التعريف فقد ملأ ذكره الآفاق، وسارت أعماله الفكرية في كل مكان. وقد أطلق عليه لذلك لقب: شيخ العربية، لفرط اهتمامه بلغة العرب التي فرغ نفسه لدراستها، والدفاع عنها ولذا فإن مؤلفاته تتمحور حول الإنتاج العربي الأول من شعر ونثر، والدفاع عن التراث العربي العتيد.

وليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها شيئا عن شيخي أو أعرض نمطا من أنماط أعماله التي صارت معروفة في كل مكان، فقد كتبت عنه كثيرا، وكان مما أسعدني منه كتابي: قراءة في دفتر قديم وكتابي الآخر: قراءة أخرى في دفتر قديم، وقد تضمنا نماذج من الدروس التي كان يلقيها علينا في مجالسه التي يسمعنا فيها كل ما نحتاج إليه من علم بثقافة أمتنا. ومما أسعدني فيما يتعلق بهذين الكتابين أنهما انتشرا انتشارا واسعا عم الوطن العربي كله، وطبعا في الكويت ولبنان وتونس، ومع هذا الذي أشرت إليه، فإن ما ينبغي أن يكتب عن أستاذنا كثير، ومن أجل ذلك، فإن كل فرصة تتاح للكتابة عنه، فإنها ينبغي أن تغتنم.

قرأت - مؤخرا - كتابه: أباطيل وأسمار، ولم تكن هذه هي المرة الأولى لقراءتي له، وليس هذا الكتاب كل ما كتب، فإن له من الكتب ما لايزال يطبع على الرغم من أنه توفي - رحمه الله - في سنة 1997م، فقد ترك إرثا كبيرا من الأعمال الفكرية لم يجد سبيله إلى النشر إلا بعد وفاته.

ولكن كتاب «أباطيل وأسمار» له حكاية ينبغي أن تروى، وله نمط مختلف من بين مؤلفاته، وذلك أنه عني فيه بالدفاع عن اللغة العربية، وعن الدين الإسلامي الذي حاول أحدهم طعنه عن طريق الطعن برجاله. وبصفة عامة فإن ما نراه في هذا الكتاب إنما هو رد حاسم وحازم على كل من يحاول الغض من قيمة التراث الإسلامي الذي ورد إلينا عن آبائنا الذين حملوا أمانة وأدوها خير أداء، وقد وقف مدافعا عن رسالة الإسلام التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورادا على أعداء العرب والمسلمين الذين لم يجدوا سبيلا إلى الطعن في الدين الإسلامي والتاريخ العربي، بل الأمة الإسلامية جمعاء، إلا وقد خاضوا فيه بأساليبهم الفجة المعادية، محاولين تشويهه وصد الأجيال الجديدة من أبناء الأمة عنه.

كان شيخنا قد توقف عن الكتابة مدة طويلة، واكتفى بالقراءة والدراسة ومجالسة الأصفياء من أصحابه حيث يتم - في مجلسه - تبادل الآراء في مختلف المسائل، ولكنه وجد نفسه غير قادر على الصمت بعد أن قرأ ما كتبه أحد المحسوبين على الثقافة، فنشر عدة مقالات ينتقد فيها ما ورد عن هذا الذي جرى، مبتدئا ذلك حين قال في مقدمة كتابه هذا:

«كان من سوالف الأقضية أن كتب الله علي يوما ما: أن أقرأ له شيئا سماه «بلوتولند، وقصائد أخرى»، وكتب تحته «من شعر الخاصة»، وأهداه: إلى «كريستوفر سكيف»، وذلك في 1947 من الميلاد. ولما كنت أعلم خبء «سكيف» هذا، وأنه كان أستاذا في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأنه كان جاسوسا محترفا في وزارة الاستعمار البريطانية، وأنه كان أيضا مبشرا ثقافيا شديد الصفاقة سيئ الأدب، وأنه كان ماكرا خبيثا خسيس الطباع، وأنه كان يفرق بين طلبة القسم الإنجليزي في الجامعة: يمد يدا إلى هذا، لأنه تابع له حاطب في هواه، وينفض يده من ذاك، لأنه يعتصم ببعض ما يعتصم به المخلصون لدينهم ووطنهم، حمية وأنفة، واستنكافا أن يضع في عنقه غلا للسيادة البريطانية، وللثقافة التبشيرية».

إذن!! فإن صاحبه هذا كان يجمع بين غرض خفي كشفته كتاباته، وأخطاء جسيمة دلت على عدم استحقاقه للتصدي للتعليم، أو المركز الثقافي الذي تبوأه.

٭٭٭

يأخذ أستاذنا على هذا الكاتب عدم سيره على منهج علمي فيما كتب، لأن هذا المنهج - لو سار عليه - سوف يلزمه بالاطلاع على إنتاج المعري الذي تصدى للكتابة عنه فجعله رجلا يشك فيه، وفي مصادر أدبه، إضافة إلى عدم الدقة في إثبات النصوص، كنقله قول المعري:

صليت جمرة الهجير نهارا

ثم باتت تغص بالصلبان

ولفظ الصلبان هنا خطأ في قراءة ذلك الكاتب للبيت، والأصل هو: الصليان (بالياء بدلا من الباء) وهو نوع من النبات فيه شوك تألفه الإبل. ولكن الكاتب وهو: لويس عوض أراد أن يربط بين المعري والصلبان لغرض في نفسه.

وهذا نموذج واحد من عدة نماذج ساقها الأستاذ لكي يؤكد بها أن الباحث لابد وأن يلتزم بمنهج يؤدي به إلى الحقيقة التي يريد - صادقا - أي يصل إليها بما كتب. وقد أشار إلى هذا بقوله:

«وعادت بي الذكرى إلى ماض بعيد، إذ كنت طالبا في كلية الآداب بجامعة القاهرة، منذ نحو من تسع وثلاثين سنة، يوم وقع الصراع بيني وبين أستاذنا الكبير الدكتور طه حسين، على مفهوم كلمة «المنهج»، وعلى الأدوات التي يمارس بها هذا «المنهج».

٭٭٭

كان الكتاب كله للدفاع عن المعري، ولتعرية أولئك الذين يطعنون في دينه، ويتجاوزون ذلك إلى الطعن في الإسلام متخذين لذلك أساليب خبيثة ولكنها مكشوفة. وكان أهم ما ألحقه الكاتب المطعون عليه بالمعري أنه متأثر في أفكاره التي بثها في كتبه وأشعاره بدين غير الدين الإسلامي.

وكان - الشيخ - وهو يقدم الأدلة على عدم مصداقية الكاتب المدعى على المعري، فيطعن في مصداقيته، ويدحض أقواله التي لا تستند الى دليل مستقيم مقبول، يتتبع ما ألصقه الكاتب وهو: لويس عوض بالمعري. ويرد عليه بردود قاطعة، وقد أكد أن الرجوع إلى المراجع الموثوقة أهم من الرجوع إلى رأي فرد مثل هذا الذي بانت أخطاؤه في كل ما كتبه في هذا الشأن. ولقد ورد في كتاب أباطيل وأسمار في هذا الشأن ما يلي:

«فبين أيدينا اليوم من الكتب التي ترجمت لأبى العلاء، أكثر من ثلاثين كتابا، من بينهم القفطي والذهبي اللذين ذكرهما د. طه، واتكأ عليهما د. لويس عوض، وأي دارس جامعي مبتدئ، مفروض فيه أن يضع هذه التراجم جميعا بين يديه، ويرتبها ترتيبا تاريخيا، ليعرف مصادر الأخبار التي جاءت فيها. وإليك بيانها مختصرا:

1- الثعالبي (350 - 429هـ).

2- الخطيب البغدادي (392 - 463هـ).

3- الباخرزى (000 - 467هـ).

وهؤلاء الثلاثة معاصرون لأبي العلاء

4- ثم السمعاني (506 - 562هـ).

5- وابن الأنباري (513 - 577هـ).

6- وابن الجوزي (510 - 597هـ).

(هذه نماذج لما ذكره الشيخ من الكتب).

أما إشارة شيخنا - هنا - إلى المرجع الوحيد، فقد ظهر لنا بعدما ذكر بعض ما يخالف الواقع فيما يتصل بالمعري، فقال:

«وهو - بلاشك - لم يعرف هذا إلا في كتاب طه حسين. وكتاب د. طه قد ألفه منذ أكثر من خمسين سنة، أي في نحو سنة 1913م، ونشرت بعد ذلك كتب كثيرة من أصول المراجع لترجمة أبي العلاء لم يطلع عليها الدكتور يومئذ. هذا فضلا عن أنه قد ألف كتابه وهو دون الخامسة والعشرين من عمره، أطال الله بقاءه - وعسى أن يكون الدكتور لا يرضى عن كثير مما كتب يومئذ».

٭٭٭

هذا هو ما نستوحيه من كتاب: «أباطيل وأسمار»، وفي هذا نراه قد أعاد للمعري مكانته التي حاول الكاتب الآخر أن يمسخها، وذلك عن طريق الزعم أنه إنما أخذ علمه عن أطراف لا علاقة لها بالإسلام، وقد تبين لنا فيما ورد في الكتاب بالأدلة القاطعة عدم صحة هذا الزعم جملة واحدة.

ولعل من المهم هنا أن نتحدث قليلا عن أبي العلاء المعري، وذلك وفق ما ورد في سيرته وفي شعره، فالأمر يقتضي ذلك، لأنه جليل القدر علما ومكانة، وله شعر وافر يدل على ثقافته، ومؤلفات نثرية مهمة تدل على تمسكه بدينه الذي فطر عليه وهو الإسلام، وهذا عرض يدل على ذلك:

اسم هذا الرجل: أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي المعري، كان شاعرا من مجيدي الشعراء العرب، وفيلسوفا صاحب فكر وإدراك للأمور. ولد في سنة 973م ببلدة سورية اسمها: معرة النعمان، ومنها جاء لقبه. وتوفي سنة 1057م في البلدة ذاتها.

وصف بأنه كان نحيف الجسم، مكفوف البصر على أثر إصابته بمرض الجدري حين كان صغيرا، ولكنه ذكي قوي الإدراك، ذكر أنه إلى جانب علمه وحفظه وقوله الشعر، وإلى جانب كتاباته يلاعب أقرانه في لعبتي النرد والشطرنج. وقد نال شهرة كبيرة حتى وجدنا الشعراء يسارعون إلى رثائه عندما توفي. فقد قيل إنه قد وقف على قبره 84 شاعرا كلهم قالوا فيه ما يستحقه من رثاء وثناء.

ينم شعر أبي العلاء المعري عن الحكمة، ويعبر عن فلسفة واضحة، وقد طبع شعره هذا مرارا، وكان أبرز ما حصلنا عليه منه: «لزوم ما لا يلزم» و«سقط الزند»، ومجموعة سماها: «الدرعيات»، وقد ذكر عن هذه المجموعة أن الشاعر قد أطلق عليها اسما آخر هو: «ضوء السقط».

وعرفت له كتب نثرية كثيرة، منها ما وصل إلينا مثل كتاب:«رسالة الغفران»، وهو من أشهر كتبه، ومنها ما لم يرد، إذ ضاع بمرور الزمن، ولكن أسماء مؤلفاته كلها مذكورة في كثير من كتب المراجع العربية، غير أننا نستطيع أن نقول عن أحدها إنه من أهم الكتب، وهو الذي شرح فيه شعر أبي الطيب المتنبي تحت عنوان: «معجز أحمد»، وقد طبعته دار المعارف بمصر ضمن سلسلتها الفاخرة التي تصدرها تحت عنوان: «ذخائر العرب».

هذا، وقد ترجم بعض شعر أبي العلاء إلى عدة لغات، وصار له صيت بعيد لدى الباحثين شرقا وغربا.

ولقد بلغ من شهرة أعمال المعري الشعرية والنثرية أن طبعت مترجمة، وبلغ من شهرته أن صار موضوعا للتأليف - أيضا - في تلك اللغات، وقد ذكر الأستاذ خير الدين الزركلي ذلك في كتابه الأعلام، وقال عن ترجمات أعمال المعري إلى اللغات الأخرى:

«نقل المستشرق الإنجليزي كارليل من شعر المعري إلى الإنجليزية واللاتينية، وألف المستشرق النمساوي فون كريمر كتابا بالألمانية سماه: «أشعار أبي العلاء الفلسفية»، وهناك ترجمات أخرى يحتاج ذكرها إلى موضع متسع.

وألف عدد من الكتاب العرب المتأخرين كثيرا من الكتب التي تناولت حياة المعري، وقدمت دراسات لشعره ولمؤلفاته النثرية، ونحن نستطيع هنا أن نشير إلى عدد منهم، وأولهم هو عباس محمود العقاد الذي ألف عنه كتابا بعنوان: «رجعة أبي العلاء»، وأحمد تيمور، الذي ألف عنه كتابا بعنوان: «أبو العلاء المعري، نسبه وأخباره وأشعاره». ود.طه حسين، الذي ألف كتابه: «ذكرى أبي العلاء»، كما ألف كتابا آخر هو: «مع أبي العلاء في سجنه». وهناك كتب كثيرة متنوعة في هذا المجال الخصب، وكان أكثرها اتساعا هو الكتاب الذي أصدره المجمع العلمي العربي بدمشق تحت عنوان: «المهرجان الألفي لأبي العلاء المعري»، ولم يذكر الزركلي الشيخ محمود محمد شاكر ولا مؤلفاته في كتابه المعروف: «الأعلام». ولم يذكر ذلك - أيضا - ذلك الذي أنجز ملحقا بهذا الكتاب بعد وفاته في القاهرة سنة 1976م، وكان كاتب الملحق هو الأستاذ أحمد العلاونة.

وعدم ذكر خير الدين الزركلي للاستاذ محمود محمد شاكر ومؤلفاته أمر مستغرب، وقد كان كتاب «أباطيل وأسمار»، وهو من بين أهم كتبه، مطبوعا في سنة 1972م.

وليس هذا الذي نذكره على سبيل النقد لصاحب «الأعلام»، فهو رجل نحتفظ له بكل التقدير، ويكفينا أن نذكر أنه عاش زمنا في كنف خاله العلامة محب الدين الخطيب. وقد علمت كثيرا من مآثر الكاتب من هذا الخال الكريم. ولذا فلا يعتبر ما ذكر هنا من قبيل النقد لعمله، إذ ربما كان معذورا في تغاضيه هذا، ونحن لا نملك إلا امتداح عمله في كتابه «الأعلام» الذي سد فراغا واسعا في وقته. وهو من الكتب التي يتم الرجوع إليها دائما.

٭٭٭

اشتهرت - كما قلنا فيما مضى - أشعار أبي العلاء المعري كثيرا، وكان قد قدم منها قصائد كثيرة، ونوع في موضوعاتها، وفي صياغتها، ومن أنواع ما نعنيه بالصياغة ما جاء تحت نوع سماه: «لزوم ما لا يلزم» ونضرب مثلا لهذا النوع بعشرة أبيات من شعره قالها في الحكمة على النمط الذي سماه بهذا الاسم، وسنوضح السبب الذي دعاه إلى اختيار هذه التسمية.

أما الأبيات التي أشرنا إليها فقد كتبها في تذكير الناس بما عليهم من أمور يجب جعلها نصب أعينهم طوال حياتهم، وذلك لأنه يرى أن الحياة تسير في طريقها، وعلى المرء ألا يبذل ما فوق طاقته لكي يحصل على المنافع الدنيوية، بل لا بد له من الهدوء، وقد ضرب مثلا لذلك بالأسد الذي يحتاج إلى الراحة بين حين وآخر فتهدأ نفسه بعد عناء يومه فإن نشاطه سيعود إليه، ويمضي أبو العلاء قائلا:

الناس كلهم من التراب، وإليه يعودون، فلا يفرقهم عن الجدران التي تبنى بهذا التراب إلا أن الناس يحسون، والجدران عديمة الإحساس.. وليس للإنسان أن يقول داري، وأعبدي، كما أنه لا ينبغي للمرء أن يأمن تقلبات الزمان.

ونستمع - أخيرا - إلى صرخته العالمية الموجهة إلينا جميعا حين يقول: ها أنتم تقفون، والأقدار سائرة في طريقها لا تتوقف. وتقدرون أمورا تريدون إنجازها، ولكن الأقدار تسخر ضاحكة منكم.

وفي هذا كله يقول:

اللب قطب والأمور له رحى

فبه تدبر كلها وتدار

والبدر يكمل والمحاق مآله

وكذا الأهلة عقبها الإبدار

إلزم ذراك وإن لقيت خصاصة

فالليث يستر حاله الإخدار

لم تدر ناقة صالح لما غدت

أن الرواح يحم فيه قدار

هذي الشخوص من التراب كوائن

فالمرء لولا أن يحس جدار

وتضن بالشيء القليل وكل ما

تعطي وتملك ما له مقدار

ويقول داري من يقول وأعبدي

مه فالعبيد لربنا والدار

يا إنس كم يرد الحياة معاشر

ويكون من تلف لهم إصدار

أتروم من زمن وفاء مرضيا

إن الزمان كأهله غدار

تقفون والفلك المسخر دائر

وتقدرون فتضحك الأقدار

يقول المعري في البداية عن العقل إنه يشبه قطب الرحي، تدار به الأمور. وكل شيء في الكون سائر في طريقه المحتوم. ثم يخاطب الناس في آخر بيت من هذه الأبيات، فيقول: إنكم تقفون في دنياكم هذه منتظرين أمرا تريدونه لأنفسكم، ولكن الفلك المسير يدور دون الالتفات إليكم أثناء وقوفكم، وتقدرون لأنفسكم أمورا تريدونها، ولكن الأقدار تضحك مما تفعلون.

أما عبارة «لزوم ما لا يلزم»، فهي علم على شكل من الأشكال التي ترد في الشعر وفق ما نراه في علم العروض الذي يصف كل أوزان العشر، وذلك كما يلي:

يلتزم الشاعر على امتداد قصيدته بالحرف الأخير من كل بيت، وهذا الحرف هو الذي يسمى القافية. وقد ألزم المعري نفسه بأكثر من حرف فصارت مجموعة الشعر التي أطلق عليها اسم: «لزوم ما لا يلزم» تحتوي على قافية تتكون من أكثر من حرف، فجاءت القافية ثلاثية الحروف دون أن يكون ملزما بذلك. وفي الأبيات المتقدمة مثال لما أشرنا إليه هنا.

هذا نموذج، وإذا عدنا إلى ديوان المعري الآخر، وهو: «سقط الزند»، وتجنبنا اللزوميات، وجدنا روح المعري واحدة في الجانبين، فها هو يرثي أحد القضاة بقصيدة نالت شهرة كبيرة، ولاتزال تردد على الألسنة حتى يومنا هذا، وهي التي يقول في مطلعها:

غير مجد في ملتي واعتقادي

نوح باك ولا ترنم شادي

فهو يذكر فيها أمرا قريبا من الأمور التي ذكرها، وأشرنا إليه في الأبيات التي اخترناها له فيما مر بنا.

يتحدث الشاعر هنا عن الأقدار، وسيطرتها على البشر، ويري أن أبناء آدم عرضة للموت، وأن مما يقبح بالإنسان أن يكون متكبرا مغترا بنفسه، في الوقت الذي يعلم فيه أن مصيره إلى حفرة قبره، وكان هذا القبر قد ابتلع من قبله أعدادا من الناس المشابهين لهذا المغتر بنفسه، ومما يشهد عليه في ذلك: الفرقدان (وهما نجمان)، فهما الشاهدان على كل من مر بهما من البشر، بما في ذلك ما جرى لهم من أمور حياتهم ومماتهم، وهما - أيضا - العالمان بأن الحياة كلها تعب، ولهذا فإن المرء ينبغي أن يترك رغبته في الازدياد من لذاتها، وأن يترك رغبته الطامعة بخيراتها، لأن السرور الذي يبدو عليه في ساعة الميلاد يقابله أضعافه من الهموم الأحزان في ساعة الموت، وهذا هو جزء مما قاله أبو العلاء في هذا الحال:

غير مجد في ملتي واعتقادي

نوح باك ولا ترنم شاد

وشبيه صوت النعي إذا قيـ

ـس بصوت البشير في كل ناد

أبكت تلكم الحمامة أم غنـ

ـت على فرع غصنها المياد

صاح هذه قبورنا تملأ الرحـ

ـب فأين القبور من عهد عاد؟

خفف الوطء ما أظن أديم الـ

أرض إلا من هذه الأجساد

وقبيح بنا وإن قدم العهـ

ـد هوان الآباء والأجداد

سر إن اسطعت في الهواء رويدا

لا اختيالا على رفات العباد

رب لحد قد صار لحدا مرارا

ضاحك من تزاحم الأضداد

ودفين على بقايا دفين

في طويل الأزمان والآباد

فاسأل الفرقدين عمن أحسا

من قبيل وآنسا من بلاد

يرى أبو العلاء - في بداية أبياته هذه أن سبيل الحياة واحد، ذلك أن الناس يتماثلون، لا فرق فيهم بين المترنم الذي يأخذه الطرب والنائح الشاكي، ويرى أن صوت النعي إذا ارتفع معلنا وفاة واحد من الخلق، وصوت البشير بقدوم مولود جديد سيان في الأمر. كما أنه لا فرق بين التعبير عن السرور أو الحزن.

حتى الموت، فإنه لا ينهي الإنسان من الوجود، لأن وراء موته البعث إلى عالم آخر، فإنه سوف ينتقل من دار العمل في الدنيا إلى دار يسعد فيها أو يشقى كما ذكرنا.

ويستمر أبو العلاء على هذا المنوال، ماضيا في رثاء الفقيه أبي حمزة الحسن بن عبدالله الحنفي، حتى يكمل أربعة وستين بيتا، وقد نالت قصيدته هذه شهرة كبيرة كما ذكرنا فيما مضى.

٭٭٭

عندما أنهيت قراءتي لكتاب: «أباطيل وأسمار»، وفق ما سردته فيما تقدم من هذا الفصل، أحسست أنني بهذه القراءة قد عثرت على كنز ثمين من المعرفة، وعرفت أشياء كثيرة عن أبي العلاء المعري، وما له من صفات. وعلمت كم له من المعجبين بعلمه وأدبه، وهؤلاء هم الذين لم يأخذهم الإعجاب به هذا المأخذ لولا مكانته العلمية واستقامته الدينية.

ولقد أبدع أستاذنا محمود محمد شاكر رحمه الله في كل ما كتب عن هذا العبقري المسلم، وأجاد في الحديث عن الذين أرادوا أن يعبثوا بالثقافة العربية عن طريق تشويه تاريخ واحد من رجالها، وذلك بسبب رغبتهم في هدم الأمة، وقد قال شيخنا إنه أراد بما كتب: «الكشف عن حقيقة آرائهم، كيف كانت؟ ولم جاءت؟ ومتى أذيعت؟ وإلى أي مكان تنتمي؟

وتمثل لذلك بقول أبي العلاء:

هل صح قول من الحاكي فنقبله

أم كل ذاك أباطيل وأسمار

أما العقول فآلت أنه كذب

والعقل غرس له بالصدق أثمار

أضف تعليق(التعليقات تمثل آراء أصحابها ولاتمثل رأي "الانباء")
(التعليقات تمثل آراء أصحابها ولاتمثل رأي "الانباء")
x
مواضيع ذات صلة

سحب وفقد الجنسية الكويتية من عدد من الحالات

  • 7/18/2025

مراكز لتوظيف الشباب في «الخاص»

  • 7/18/2025

خالد العجمي: بدء استقبال طلبات الترشح لـ«إشرافية» التعاونيات إلكترونياً 27 الجاري

  • 7/18/2025

بالفيديو.. وزير الدفاع دشّن «البيرقدار TB2»: إدخال المسيّرات للخدمة نقلة نوعية في تطوير قدرات الجيش بالمراقبة والاستطلاع

  • 7/18/2025

وزيرة الشؤون تصدر قراراً بتعديل بعض أحكام لائحة تنظيم العمل التعاوني

  • 7/18/2025

«الديوان» لـ «الأنباء»: إنجاز 50 هيكلاً معدّلاً تنفيذاً لقرار مجلس الخدمة المدنية بتطبيق النموذج المعتمد

  • 7/18/2025

«الهلال الأحمر» بحثت مع «الصحة الفلسطينية» تنسيق الجهود الإنسانية ودعم المنظومة الصحية في غزة

  • 7/18/2025

المخيزيم: الكويت تخطط لبدء تنفيذ مشروع تجريبي مشترك لمكافحة التصحّر

  • 7/18/2025
مقالات مميزة
بودكاست
أخبار الرئيسية
  • الأكثر قراءة
  • «الديوان» لـ «الأنباء»: إنجاز 50 هيكلاً معدّلاً تنفيذاً لقرار مجلس الخدمة المدنية بتطبيق النموذج المعتمد
    • الجمعة2025/7/18
    وزيرة الشؤون تصدر قراراً بتعديل بعض أحكام لائحة تنظيم العمل التعاوني
    • الجمعة2025/7/18
    سحب وفقد الجنسية الكويتية من عدد من الحالات
    • الجمعة2025/7/18
    برامج داعمة للتنمية الاقتصادية
    • الجمعة2025/7/18
    وزير التربية: إعادة تنظيم مناصب قيادية وإدارية
    • الجمعة2025/7/18
  • خالد العجمي: بدء استقبال طلبات الترشح لـ«إشرافية» التعاونيات إلكترونياً 27 الجاري
    • الجمعة2025/7/18
    الشرع يسند أمن السويداء إلى فصائلها ومشايخها: سورية لن تكون مكاناً لزرع الفتن بين أبنائها
    • الجمعة2025/7/18
    بالفيديو.. وزير الدفاع دشّن «البيرقدار TB2»: إدخال المسيّرات للخدمة نقلة نوعية في تطوير قدرات الجيش بالمراقبة والاستطلاع
    • الجمعة2025/7/18
    المخيزيم: الكويت تخطط لبدء تنفيذ مشروع تجريبي مشترك لمكافحة التصحّر
    • الجمعة2025/7/18
    جامعة عبدالله السالم تعلن فتح باب التحويل بين الكليات والبرامج الأكاديمية
    • الجمعة2025/7/18
من
الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة
  • الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة.. 17 هدفاً لتحويل عالمنا
    الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة.. 17 هدفاً لتحويل عالمنا
1 من 2
استوديو الأنباء
  • فنجان قهوة
    فنجان قهوة
  • بدون مذيع
    بدون مذيع
  • مع الحبيب
    مع الحبيب
  • بودكاست
    بودكاست
  • think outside الصندوق برنامج..
    think outside الصندوق برنامج..
  • وفاء الحشاش
    وفاء الحشاش
  • في القوول
    في القوول
  • توب سبيد
    توب سبيد
  • KIDOO with TAHOON
    KIDOO with TAHOON
  • برنامج السيرة
    برنامج السيرة
  • المحامي بشار النصار
    المحامي بشار النصار
  • المحامية والناشطة الحقوقية نيڨين معرفي
    المحامية والناشطة الحقوقية نيڨين معرفي
  • عبد الله الحشاش
    عبد الله الحشاش
 
جريدة الأنباء الكويتية
«الأنباء» في الصدارة

تواصل «الأنباء» تقدمها المستمر خلال السنوات الأخيرة بنسختيها الورقية والإلكترونية والنمو في أرقام توزيعها ومتابعيها، ويأتـي ذلك تتويجاً لجهود كبيرة على مستويات التحرير والتسويق والتوزيع، ويرسخ موقعها بين صحيفتي الصدارة في دولة الكويت ورقياً، كما تحتل المرتبة الأولى إلكترونياً.

وتفتخر «الأنباء» بأنها تعتبر نموذجاً في المصداقية والاعتدال والموضوعية، وتحظى بثقة عالية من قرائها نتيجة لحرصها على الدقة في نقل الأخبار والتركيز على كل ما يهمهم.

كما تعتز بإشادة القيادة السياسية في البلاد بمهنيتها وتوجهاتها وتعاملها مع القضايا الوطنية.

وإلى جانب التطوير المستمر على مستوى المضمون والشكل، تابعت «الأنباء» سلسلة الحملات التسويقية المميزة والجاذبة التي اشتهرت بها، ما شجّع عشرات الآلاف من المشتركين على الانضمام إلى أسرة قرائها.

العنوان
  • Shuwaikh Area - Press Street
    Airport Road - Kuwait
  • (+965) 22272727 - 22272728
    (+965) 22272729
  • editorial(at)alanba.com.kw
  • تواصل معنا
alanba Android App alanba ios App alanba Android App
 
  • الصفحة الرئيسية
  • لمحه عن الأنباء
  • الإعلان والتسويق
  • تطبيقات الهواتف الذكية
  • خريطة الموقع
  • اتصل بنا
جميع حقوق النشر محفوظة - جريدة الأنباء © 2025