يسابق الوسطاء الإقليميون والدوليون الزمن أجل الإسراع بالتوصل لاتفاق هدنة في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية «حماس»، وذلك قبيل الزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأن وفدا إسرائيليا رفيعا سيتوجه إلى الدوحة للانضمام إلى المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الجانبين، وذلك في مؤشر على وصول المحادثات بشأن اتفاق الهدنة إلى «مرحلة حاسمة».
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الوفد سوف يضم كل من: وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) دافيد برنياع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بالإضافة إلى القائم بأعمال رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
وقال مسؤولون مطلعون لـ «يديعوت أحرونوت» إن انسحاب «حزب شاس» من الائتلاف الحكومي، وتحول حكومة بنيامين نتنياهو إلى «حكومة أقلي»، يزيد من احتمال إبرام صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن في غزة.
في المقابل، أوضح مسؤولون آخرون أن استعداد حركة «حماس» للقبول بصفقة جزئية يعود إلى الضمانات التي تلقتها من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب.
على الصعيد الميداني، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 26 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركزين لتوزيع المساعدات تديرهما «مؤسسة غزة الإنسانية» جنوب القطاع المحاصر الذي دمرته الحرب الدائرة منذ أكثر من 21 شهرا.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل إن «22 شهيدا نقلوا من منطقة الطينة قرب مركز توزيع المساعدات جنوب غرب خان يونس، وأربعة شهداء من منطقة الشاكوش قرب مركز التوزيع» شمال غرب مدينة رفح.
وأكد بصل لوكالة فرانس برس أن القتلى سقطوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي ونقلوا مع المصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
وذكر شهود عيان أنه مع تجمع مئات الفلسطينيين في محيط مركز توزيع تابع للمؤسسة قرب خان يونس، أطلق جنود إسرائيليون النار عليهم.
وأفاد 3 شهود آخرين أيضا عن إطلاق الجيش النار على الأهالي المنتظرين.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن ما لا يقل عن 25 مدنيا قتلوا فيما أصيب أكثر من 70 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في مدينة (رفح) جنوبي غزة.
ونقلت وكالة «وفا» عن مصادر القول إن قوات الاحتلال أطلقت وابلا من الرصاص صوب الفلسطينيين الساعين للحصول على المساعدات الإنسانية «ما أدى إلى استشهاد 25 منهم وإصابة 25 آخرين».
وفي حادث منفصل ذكرت المصادر أن «6 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف خيمة تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة».
وأوضحت أن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت خيمة للنازحين ما أدى إلى مقتل 6 فلسطينيين وإصابة 16 آخرين.
إلى ذلك، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارا يقضي بإجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني قبل نهاية العام الحالي.
وأشارت وكالة «وفا» في بيان أمس، إلى ان المجلس الوطني الفلسطيني الجديد سيضم (350 عضوا)، على أن يكون «ثلثا أعضائه يمثلون الوطن، والثلث الآخر يمثلون الخارج والشتات».
نداءات استغاثة فلسطينية بعد تفشي المجاعة في غزة
وجهت هيئات رسمية وشعبية ونقابية فلسطينية نداءات استغاثة إلى المجتمع الدولي لفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة بسبب تفشي المجاعة التي وصلت إلى حدود غير مسبوقة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان صحافي «نوجه نداء استغاثة عاجلا إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بسبب تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة والمجاعة المتفشية التي باتت تهدد حياة الفلسطينيين وخاصة الأطفال».
ودعا البيان إلى التحرك الفوري والعاجل لإنقاذ أرواح المدنيين وفتح ممرات آمنة لإيصال الغذاء والدواء للمحتاجين قبل تفاقم الكارثة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وأكد أن الأزمة الغذائية كارثية وتؤثر بشكل بالغ على صحة المواطنين في ظل الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي وصعوبة إدخال المساعدات.
من جهتها، أكدت السلطات الصحية في القطاع، في بيان مماثل، ان عدد الوفيات من الأطفال بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 68 طفلا، وأن أقسام الطوارئ استقبلت أعدادا غير مسبوقة من جميع الأعمار وهم في حالة إجهاد وإعياء شديدين، اذ يتعرضون للإغماء نتيجة تفشي المجاعة بشكل كبير في جميع محافظات قطاع غزة.
بدورها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ان معدلات سوء التغذية كبيرة وتنتشر في جميع أنحاء غزة.
وأشارت «اونروا» إلى قيامها بفحص أكثر من 242 ألف طفل في عياداتها ونقاطها الطبية في جميع أنحاء القطاع الذي مزقته الحرب.
وأكدت أن لديها أكثر من ستة آلاف شاحنة محملة بالمواد الغذائية ومستلزمات النظافة والأدوية خارج غزة تنتظر من سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لها بالدخول.
في سياق متصل، دعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين إلى تظاهرة إعلامية بمدينة غزة بمشاركة جميع وسائل الإعلام العربية والدولية لتسليط الضوء على حالة الفقر والمجاعة بقطاع غزة التي طالت جميع فئات الشعب الفلسطيني ومكوناته.