شهدت الدوحة أمس، توقيع إعلان مبادئ بين الحكومة في جمهورية الكونغو الديموقراطية وحركة «إم 23» المتمردة المدعومة من رواندا، ينص على وقف دائم لإطلاق النار، في خطوة وصفت بأنها مفصلية في جهود إحلال السلام والمصالحة الوطنية بجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وجاء في إعلان مبادئ وقعه طرفا النزاع بعد محادثات استمرت ثلاثة أشهر في العاصمة القطرية أن «الطرفين يتعهدان باحترام التزاماتهما من اجل وقف إطلاق نار دائم».
وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبدالعزيز الخليفي، إن الاتفاق يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة بين جميع مكونات المجتمع الكونغولي، ويؤسس لخارطة طريق عملية من أجل المصالحة الوطنية.
وأشار إلى أن «الجهود القطرية في هذا الملف بدأت منذ استضافة الدوحة للقاء جمع رئيسي رواندا والكونغو الديموقراطية، في مارس الماضي، والذي شكل نقطة انطلاق حقيقية للحوار».
وأضاف الخليفي أن إعلان المبادئ لا يقتصر على وقف العنف فحسب، بل يفتح الطريق لمفاوضات مباشرة ترمي إلى التوصل لسلام شامل يعالج الجذور العميقة للنزاع، مؤكدا أن قطر لعبت دورا محوريا في تقريب وجهات النظر. وكانت «إم23» دعت في بداية يوليو إلى محادثات جديدة لبحث القضايا العالقة التي لم يتضمنها اتفاق السلام الموقع الشهر الماضي في واشنطن بين كيغالي وكينشاسا.
وتضمن إعلان المبادئ التزاما ببدء مفاوضات رسمية قريبا من أجل اتفاق سلام شامل.
كما نص على خارطة طريق لإعادة بسط سلطة الدولة في شرق الكونغو الديموقراطية بعد توقيع اتفاق سلام.
ورحب الاتحاد الإفريقي بتوقيع الاتفاق وأعلن رئيس مفوضية التكتل محمد علي يوسف في بيان أن «هذا التقدم الكبير يمثل محطة مهمة في الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار بصورة دائمة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية ومنطقة البحيرات العظمى».
وشهد شرق الكونغو الديموقراطية الغني بالموارد الطبيعية، وخصوصا المعادن، نزاعات متتالية على مدى 30 عاما.
وفي الأشهر الأخيرة، اشتد العنف في هذه المنطقة المتاخمة لرواندا، مع سيطرة حركة إم23 بدعم من كيغالي وجيشها، على مدينتي غوما وبوكافو الرئيسيتين.
هذا وقد أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي بالجهود القيمة التي بذلتها دولة قطر التي أثمرت التوصل إلى إعلان مبادئ تمهد لانطلاق مفاوضات تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في الكونغو الديموقراطية.
وثمن البديوي في بيان صحافي الدور الديبلوماسي الفاعل لقطر وسعيها المتواصل لتعزيز دعائم السلم الإقليمي والدولي من خلال دعم الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تعكس التزام دولة قطر الثابت بسياسة الوساطة والحرص على تسوية النزاعات بالوسائل السلمية والحوار بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
ونفت رواندا تقديم أي دعم مباشر للحركة، لكنها طالبت بوضع حد لجماعة مسلحة أخرى، هي القوات الديموقراطية لتحرير رواندا، التي أنشأها أفراد من الهوتو مرتبطين بمذابح التوتسي في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
السعودية ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديموقراطية وحركة إم 23
أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالتوقيع على إعلان مبادئ بين حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية وتحالف نهر الكونغو ـ حركة «إم 23»، الذي تم التوقيع عليه في الدوحة، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وعبرت الوزارة عن تطلع المملكة لأن يشكل هذا الإعلان خطوة إيجابية نحو تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وأن يعود بالنفع على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وثمنت الوزارة المساعي الديبلوماسية المبذولة والدور البناء الذي قامت به دولة قطر الشقيقة في هذا الشأن.
واشنطن تثمّن وساطة قطر وترحب بإعلان وقف إطلاق النار في الكونغو الديموقراطية
رحبت الولايات المتحدة باتفاق «إعلان المبادىء» لوقف إطلاق النار بين حكومة الكونغو وحركة 23 مارس (إم 23) الذي وقع عليه الجانبان في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس في تصريح صحافي إن واشنطن «تشيد بالأطراف لاتخاذهم هذه الخطوة المهمة نحو تعزيز السلام والاستقرار الدائمين في منطقة البحيرات العظمى».
وثمنت المتحدثة الجهود الديبلوماسية «الحاسمة» التي قادتها دولة قطر لتسهيل عملية التوصل إلى هذا الاتفاق، قائلة انه «كان لقيادة قطر وتفانيها في تعزيز الحوار بين جمهورية الكونغو الديموقراطية و(حركة 23 مارس) دور أساسي في دعم التوصل إلى حل سلمي للصراع».
وأوضحت ان الاتفاق يرتكز على اتفاقية السلام الموقعة بين الكونغو ورواندا في 27 يونيو الماضي في واشنطن، ويكمل الجهود الأوسع نطاقا لتعزيز السلام الدائم والازدهار في المنطقة.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ان واشنطن «تشجع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها بموجب إعلان المبادئ ومواصلة المناقشات اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل».
وأكدت التزام الولايات المتحدة بدفع التقدم نحو السلام في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الذي يؤدي إلى استعادة سلطتها والحكم الشامل الذي يسمح لشعب المنطقة بالعودة إلى دياره وتحقيق مستقبل أكثر ازدهارا.