«شبّ وشاب على حب البحر ومسكة» فلا يخلو موقع أو قوعه فيه صيد إلا وكانت بصمته حاضرة، بخبرته الفريدة التي تجاوزت ما يقارب 50 عاما يضعها اليوم معنا في هذا اللقاء، صفحة «بحري» تلتقي الحداق النوخذة ناصر الفيلكاوي الذي حدثنا عن بداياته البحرية، وأفضل أوقات صيد الشعم وييمته المفضلة، ولماذا إخواننا في المملكة العربية السعودية يلقبونه بـ (العريضي)، وأهم أساسيات صيد حبيب الملايين السبيطي سواء على السيف أو الغبة، ومتى يحضر النقرور وأكثر الأماكن التي يتواجد بها، كما أطلعنا الفيلكاوي على مواسم الشيمة والأسباب التي جعلت طريقة صيدها تتغير، وأفضل مكان لصيد الشماهي وأوقات حضوره، وأين تتواجد الچنعدة، وأفضل وقت لصيد الهامور، وأكثر الاسياف التي تتمتع بصيد طيب وأصعب ما فيها وأكثر هموم أهل البحر ومعلومات متنوعة عن صيد اغلب أنواع الأسماك، فإلى التفاصيل:
في البداية يقول الحداق ناصر الفيلكاوي: تولعت بالبحر والصيد منذ صغري، وكنت أيامها أطلع مع خالي المرحوم حمد العليوة وعياله، وكان ياخذنا معاه لحداق الأسياف، ويعلمنا شلون نحدق، وأفضل أماكن صيد الشعم، وما هي مواسم الأسماك وأسماؤها، وشكة الييمة والموادع والترديع وأحجام الخيوط المناسبة حق كل سمچة، وأنواع البلود وأوزانها ومتى تستخدم ومتى يبدأ السجي والثبر وأشياء أخرى كثيرة، ومع مرور السنين واشتعال الرأس شيبا واكتساب الخبرة الكافية بالممارسة، بدأت مرحلة الاعتماد على النفس ومرافقة الأصدقاء إلى محادق كثيرة، والفوز بأغلب أنواع الأسماك.
شعم الصيف والشتاء
ويضيف الفيلكاوي: «سمچة الشعم أكثر سمچة يحبونها الحداق، لأن حداقها يُونِّس، وخصوصا إذا صدته ما يجيك سيده يروح على جنب، فلهذا إخوانا في السعودية يسمونه «عريضي» وتصيده بجميع الأوقات وييمته المفضلة في فصل الصيف الشريب، وفي السابق كنت أستخدم ييمة الزبوط، ولكنه الآن اندثر، وفي فصل الشتاء يضرب على الربيانة والشعم الأصفر يتواجد دائما بالغزر ويصدونه بخيط علاق وييمته أحشاء الدجاج، والشعم الأزرق يتواجد دائما على الرق أو أماكن لا يوجد فيها غزر، وأفضل أماكن تواجده الرشدان والدفان وبر غضي وعموم الجون».
موادع السبيطي فن
ويتابع الفيلكاوي: «السبيطي الصراحة مو كل واحد يصيده يبيله أول شيء صبر وبعدين لازم تعرف شلون توادعه إذا ضرب على خيطك، لأن الموادع فن وبعض الشباب من يضرب عليه يرتبك ويتوتر ويسحبه بقوة، وهذا غلط، الصح انك تاخذ وتعطي معاه لأنها سمچة ذكية وبعض الأحيان يروح يلف على صخرة ومرات يلفظ الييمة من حلجه إن حس بالميدار، وييمته المفضلة السلس والزورية الحية، وفي ناس تقط له حاسوم أو نغاقة وينصاد على السيف أو بالطراد».
ويضيف الفيلكاوي: «النقرور يحضر عندك من شهر سبتمبر لغاية إلى شهر مارس ويخف حضوره شهر ابريل وييمته المفضلة الربيان والخثاق، وأكثر الأماكن التي يتواجد فيها بين الشراع وطبعانة بر قضي وطبعانة نكلوس، أما الشيمة فتحضر خلال شهري ابريل ومايو، وأيضا من سبتمبر ولغاية نوفمبر، وفي السابق كنا نصيدها على ييمة اليميام وإذا كانت الييمة حية فهي ارغب للشيمة، ولكن الآن الوقت تغير وتطورت الأمور وأصبح الغالب يصدونها على الجق وأفضل أماكنها الدردور وعوهة وأم الغاز».
الچنعدة تغير حداقها
وأضاف الفيلكاوي: «الشماهي سمچة جدا نشيطة، فلازم يكون خيطك بحجم 60 وما فوق ويضرب دائما على الربيانة الجامبو وأغلب حداقة الشماهي يروحون يكرفون بكوفة صغيرة، وبعدين يروحون له عند فيلكا أو الصبية وعوهة وأماكن الغزر، ولا ينصاد على الأسياف، وموسمه شهر سبتمبر وشهر نوفمبر وأغلى نوع في السوق هو الذكر لأنه مصرانه تستعمل للعمليات الدقيقة، أما الچنعدة الحين تغير حداقها وموجودة صوب قاروة، وفي الجنوب اكثر شيء في السابق صيدها على ربيانة وخيط مسيم والآن التشخيط اصبح هو المسيطر وأغلب الشباب تستخدمه والچنعدة ما تنصاد على الأسياف، ودائما تحصلها في الغزر والحال نفسه للهامور وأغلب شيء يكون متواجد صوب الميافر او طبعانة او تحت عواميد جسر او مبنى بحري وأحسن وقت لصيد الهامور آخر السجي وقبل الوقفة».
صيد الأسياف اصبح صعباً
ويقول الفيلكاوي: «أفضل صيد الأسياف من الصغر وإلى يومنا هذا وأسياف الجنوب فيها أماكن كثيرة وخصوصا فوق مثل الضباعية وحد حماره، ولكنها بعيدة والقريبة عندك أم الحصاني والفنطاس، وفي الشمال الدوحة والحين كثرت المشاريع على البحر فأصبح الصيد على بعض الأسياف صعب، وأهم شيء في صيد الأسياف ما يكون عندك أحد يسبح قريب منك وحاول كثر ما تقدر تباعد وإذا ليل لازم عندك مصباح وضروري تشوف متى السجي والثبر، وأحسن وأفضل وقت لصيد السيف الحمل، وخصوصا أول الرش حق الشعم والمزيزي».
ختامية
واختتم الفيلكاوي قائلا: تكلم كثيرا من الحداقة وأنا منهم عن بعض الأشخاص الذين يمرون على الحداقة وهم طارحين بسرعة عالية ويعفسهم بالموجة، والبعض الآخر يدخل قودي المسنة بسرعة، وهذا الشيء يضايق الناس الجالسة تصعد طراريدها، فعلا أمور عجيبة تحصل ولا نعرف متى يتعلم مثل هؤلاء، وأتمنى من المسؤولين الاهتمام بصيانة المسنات الموجودة وإنشاء أخرى، وشكرا جريدة «الأنباء» على هذا اللقاء وربي يحفظ الجميع.