بيروت - بولين فاضل
تتجه الأنظار اليوم إلى كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة ببلدة بكفيا الجبلية المتنية الشمالية وذلك لمتابعة مراسم تشييع زياد الرحباني، حيث اعتادت العائلة الرحبانية الكبرى تمضية الصيف هناك، على بعد مئات أمتار من مقر الكنيسة قرب منطقة «الدلب» في البلدة. وكانت ريما الرحباني وزعت صورة للعائلة ضمت فيروز وزياد وهلي في ذكرى عاصي الرحباني بكنيسة السيدة منذ أعوام قليلة.
وستكون العيون بشكل خاص على «الأم الحزينة» فيروز مع ترجيح عدم حضورها في الكنيسة وقد رفعت شعارات خاصة بالمناسبة على طول الطريق الممتدة من أنطلياس إلى بكفيا صعودا.
وفي معلومات خاصة بـ «الأنباء» ان فيروز تقيم منذ 3 أعوام مع عائلتها الصغيرة في منزلها بالزغرين المؤلف من 3 طوابق.
ومع غياب الإشارة في ورقة النعي إلى المكان الذي سيوارى فيه نجلها زياد، يرجع ان يكون بالمدفن الخاص الذي شيدته فيروز في الزغرين، وربما يتم الدفن مرحليا في المحيدثة، حيث للعائلة مدافن خاصة، على ان ينقل النعش لاحقا إلى الزغرين باكتمال المتحف الخاص والمدفن الذي أظهرت صورة جوية سابقا انه يتخذ من اسم فيروز شكلا له.
صدمة الرحيل
من جانب آخر، لا يجد الكثير من رفاق الراحل زياد الرحباني الكلمات التي توفي فقيدهم حقه كإنسان قبل أن يكون فنانا، وهم الذين عايشوه وصادقوه ومنهم من سكن زياد في بيوتهم في فترة الحرب الأهلية في لبنان، كما حصل في مرحلة من المراحل الغابرة حين أقام الرحباني في اليونان بمنزل فادي النبوت الذي سجل له أشرطة موسيقية في استوديوهات باليونان، كما أقام معه فترة في أبوظبي.
وفي وقت يعتذر أكثر الرفاق المقربين من زياد عن عدم الكلام لكونهم لايزالون تحت تأثير صدمة رحيله، ومنهم مساعده أحمد مدلج والممثل طارق تميم، تحدث لـ «الأنباء» رفيق لزياد عايشه عن قرب في مرحلة من المراحل قبل عزلته الاجتماعية منذ سنتين وفضل عدم الكشف عن اسمه، فقال إن «عبقرية زياد واستثنائيته كفنان لها تجليات لا تعد ولا تحصى، وأحد أمثلتها ما شهده بأم العين حين كان زياد ذات مرة يقف خارج الاستوديو يراقب الموسيقيين وهم يعزفون ويسجلون، لكن من دون سماعهم بسبب الزجاج العازل، فتنبه بواسطة النظر لحركة اليدين إلى كون عازف الكمان قد أخطأ أثناء العزف، وحين تم سماع القطعة الموسيقية من جديد تبين بالفعل أن زياد كان على حق وأن الموسيقي ارتكب أخطاء في عزف النوتات الموسيقية، وهو ما أثار دهشة لدى جميع الموسيقيين ومهندسي الصوت الحاضرين.
كما روى واقعة أخرى إن دلت على شيء فعلى حس العدالة لدى زياد الذي كان يتقاسم كل ما يجنيه من حفلاته في «Blue note» بالحمرا بالتساوي مع كل الموسيقيين في فرقته، وحتى مع المرأة الإثيوبية التي كانت تساعد في حمل عدة المسرح وتركيبها.