- الخراز: قمت بحلقة الوصل بين المرضى والأطباء ليلاً لإيصالهم الدواء وتزويد الأسر بما يحتاجونه من المؤن
- الشطي: دور سياسة حكامنا الخارجية كان موفقاً ووجدنا ثماره ووقوف العالم مع الحق الكويتي
- العقيلي: حري بنا أن نتوقف في ذكراه لا لنسترجع الآلام ولا لنتذكر الأحزان بل نتذكره للاعتبار والاتعاظ
- الحسينان: أقيمت عيادة طوارئ في مسجد الفارس بالفيحاء تناوب فيها أطباء كويتيون
- العليمي: كنت أحد المنظمين مع الشباب في جمعية القادسية لتنظيم العمل وتوفير الغذاء
- العمر: تم إنشاء لجنة للتكافل ومساعدة المنطقة وكانت أياماً صعبة لكنها حملت التحدي
- الناشي: وقوف أبناء الكويت خلف قيادتنا الحكيمة أهم أسباب دحر الغزاة المعتدين
- فهد الحسينان: 2 أغسطس لم يكن يوماً عادياً لأهل الكويت جميعاً ووقتها كنت بالحرس الأميري
استطلاع - ليلى الشافعي
عن دوره وقت الغزو الغاشم، يقول د.خالد الخراز: كنت وقتها بالكويت وقمت بدور «المثبت» للناس وارتقيت منبر الجمعة للمرة الأولى واستمررت لـ 33 سنة مرشدا وموجها شرعيا واجتماعيا وثقافيا أرفع المعنويات، ونسأل الله القبول، كما كنت ممن يزود الأسر بما يحتاجون إليه من المؤن، وكنت حلقة الوصل بين بعض المرضى والأطباء ليلا ومساعدتهم للوصول إلى الدواء أو إيصالهم للمستشفيات، كما كانت لي زيارات دورية للتجمعات رجالا ونساء لإلقاء الخواطر الإيمانية، وبحمد الله كشف الله الغمة وعادت الكويت حرة.
وأضاف د.الخراز: والعبرة كيف مرت تلك السنون ومضت تلك الليالي السوداء في نفوس من عاصرها بهذه السرعة والذكرى مؤرقة، والحمد لله عاد الحق لأهله وعادت الكويت بفضل الله حرة ثم بفضل الناس الشرفاء، والموعد يوم القيامة يجزي برحمته من شكر ويعاقب من ظلم وكفر.
واجب الشكر
بدوره، يقول الداعية يحيى العقيلي: تمر علينا ذكرى الغزو البعثي الغاشم للكويت، وكانت حدثا جللا اهتز له العالم بأسره، وحري بنا ان نتوقف في ذكراه لا لنسترجع الآلام ولا لنتذكر الأحزان ونستثير العداء او ننكأ الجراح، بل نتذكره للاعتبار بدروسه والوقوف عند حقائقه والاتعاظ بعبره، كما قال الله تعالى (كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ـ طه: 99).
وفي هذه الذكرى، نتذكر ونتدبر قول الله تعالى (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ـ الأنفال: 26)، فأعظم النعم هي انكشاف المحنة وزوال الغمة بشهور قليلة وبعافية جليلة، اذا قورنت بمصائب الشعوب الاخرى، وهذا يستوجب منا الشكر لله تعالى، فهو الذي جعل لنا بعد الهم فرجا، وبعد الضيق مخرجا، وبعد البلاء عافية، لذا فإن واجب الشكر لله تعالى يلزمنا على ما انعم به علينا بعد تلك المحنة من جليل النعم وكريم العطايا، وذلك نأمن من زوالها ونستزيد من بركاتها احسانا وامانا ورزقا وعاقبة، فكم من اناس هجروا من اوطانهم وشردوا عن بلادهم بظلم الظالمين او لكوارث ومحن ونزعات، فقدوا اوطانهم وتشتت شملهم وانقطعت ارزاقهم، وقد جعل ربنا جلا وعلا الشكر له سبحانه قرينا للزيادة والبركة، فقال جل وعلا (وإن تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ـ إبراهيم: 7)، مؤكدا ان من اعظم الدروس ان الحق غالب وان الظلم زائل، فالقوة هي في الحقيقة قوة الحق والعدل، أما القوة المادية والعسكرية فهي الى زوال، وان كانت للظلم والبغي والعدوان، قال تعالى (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص ـ ق: 36).
ولفت الى درس من دروس الغزو وهو ان تماسك الشعب وقيادته كان صمام امان لوحدة الموقف الكويتي وثباته وتماسكه طوال المحنة، كما ارشدنا ربنا جل وعلا (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).
أعمال متنوعة
بدوره، يقول د.بسام الشطي: أيام الظلم قصيرة مهما طال، وربنا عز وجل له الحكم في جمع كل الدول العربية، وخصوصا السعودية، حكومة وشعبا، ودورها الكبير في التحرير، وتبقى دول الخليج ملاذا آمنا وحضنا دافئا ظهرت معادنهم الكريمة من خلال الايواء والتعليم لكل الطلبة والعلاج وتقديم الخدمات على مدار الساعة.
وعما قام به أثناء الغزو الغاشم، قال: كنت امام وخطيب مسجد الحضيري في منطقة الرقة قطعة 6، وعملت في جمعية الرقة فرع الغاز قطعة 5 فترة العصر، وايضا عملت في مطافئ الفحيحيل من الساعة 9 الى 3، وفي نهاية الاسبوع اعمل في مخبز الرقة قطعة 6، كما عملت في مقبرة الرقة فترة العصر الى ان تم ايقافنا، بعد ذلك اخذت دورة اسعاف اولية، وعملت مع المتطوعين في المعيشة، واخيرا ذهبت الى القاهرة لمساعدة الاسر في السفارة وتنسيق بعض الامور التطوعية لخدمة ابناء الكويت، وهناك الكثير من الاحداث التي لا تكفي الصفحات لسردها.
وأكدت ان سياسة الحكام الخارجية كانت موفقة ووجدنا ثمارها ووقوف معظم دول العالم مع الحق الكويتي، كما ان سياسة إدارة الاموال الخارجية حافظت على الدينار ومعدلات النمو واعزاز الشعب في الداخل والخارج.
فترة عصيبة لا تُنسى
من جهته، يقول د.راشد العليمي: فترة الغزو على دولة الكويت لم تكن من الفترات التي ستغيب عن الذهن او حتى من تذكرها دائما، وتمر أحيانا بالاحلام، لأنها مرحلة عصيبة وشديدة وغير متوقع حدوثها، لا يعلم فداحة امرها الا من عاش احداثها، فليس المخبر كالمعاين.
وأضاف: كنت طوال الفترة موجود في البلد ولم اغادرها، وكنت مع الاهل فيها، ومرت عليّ مثل غيري احداث هذه المرحلة العصيبة، وشاهدت الدبابات وافراد الجيش العراقي منتشرة داخل البلد، وفي المدارس التي جعلوها مراكز للقيادة، الى ان جاء وقت التحرير بفضل الله ثم من ساند دولتنا.
وتابع: من بدايات الغزو، رأيت الألم والحيرة في عيون اهل المنطقة، وكان الجميع في حال عدم التصديق وذلك من اول يوم في 2/8/1990، وكنت مع بعض الجيران في تجمع في المسجد القريب من جمعية القادسية، وكان الناس في ذهول شديد، هل يمكن ان جار الشمال الذي طالما ساندته الكويت واهلها يفعل الفعلة النكراء على بلد مسالم معطاء؟ ومع كل تلك التساؤلات اخذت السيارة مع مجموعة من الاصدقاء لنتجول في البلد لمعاينة الخبر اليقين، ففي منطقة شرق رأيت الدبابات تحيط بقصر دسمان، ثم كان هناك حريق في قصر الشيخ سعد، رحمه الله، في منطقة الشعب، ثم علمنا ان هناك تجمعات شبابية في منطقة كيفان وغيرها، ورأيت الشباب صغيرهم وكبيرهم يحملون البنادق للقتال دفاعا عن منطقتهم وأهليهم.
ولا أغفل كيف أن المنطقة وغيرها من المناطق كان شبابها يريدون مقاومة العدو في بدايات الغزو، إلى أن جاءت الأوامر من الخارج بضرورة التهدئة حفاظا على أرواح الأهالي من طيش إطلاق النار من القوات المعتدية، فهدأت الأمور، وتأقلم الناس مع الأوضاع حفاظا على أرواح الأهالي.
وأتذكر ان بعض الإخوة الذين خاطروا بأرواحهم تم القبض عليهم لتوزيع بعض الأغذية في منطقة القادسية من الجمعية التعاونية، أو ممن تولوا إمامة المساجد، وهناك من تم القبض عليهم في آخر أسبوع قبل بدء الضربة الجوية.
ومن حسن تنظيم الإخوة في منطقة القادسية أن كانت هناك أموال يتم توزيعها على الأهالي في المنطقة، لتيسير معيشتهم للمواد التموينية، وكان يقوم بتوزيعها الشباب في المنطقة.
وبفضل الله سبحانه، ثم بحسن التنظيم بين الإخوة في الداخل والخارج تم تسيير الأمور في المنطقة وغيرها من المناطق بدروب موفقة، وهذا من فضل الله، إلى أن تم التحرير لبلدنا.
لجنة التكافل
ويقول نائب رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي محمد العمر: كنت في ذلك الحين أكمل دراستي في المملكة البريطانية للحصول على شهادة الدكتوراه حين قررت العودة لبلدي الكويت في فصل الصيف لا أعلم ما ينتظرني من اقدار الله.
في الثاني من اغسطس استيقظنا على أصوات الطائرات العراقية في سماء الكويت وتأكد أن الموضوع هو غزو مكتمل الاركان.
كانت اياما صعبة لكنها في نفس الوقت تحمل التحدي لنا كأبناء لهذا الوطن المعطاء، كيف نواجه هذا الوضع الجديد وكيف نخفف على اهلنا وجيراننا في المنطقة السكنية.
بعد مرور الأيام الأولى تداعينا في المنطقة لإنشاء لجنة للتكافل ومساعدة سكان المنطقة.
مضت ايام الغزو بطيئة وحزينة، لكن الجميع كان يحمل التحدي في مواجهة الغزاة.
كان ابرز اهدافنا تثبيت الناس في بلدهم وإسناد اهالي المعتقلين ومساعدتهم وتقديم الخدمة لمن يحتاج اليها وبالذات من خلال الجمعيات التعاونية.
تم توفير مبالغ مالية لصالح الأسر الموجودة في منطقتنا السكنية، كما تم توزيع بعض المواد الغذائية على فترات متباعدة، كذلك تم تشكيل مجاميع لحراسة الأهالي من عمليات السرقة والاعتداء.
وتوافرت لدينا مبالغ بالدينار العراقي سوف تفقد قيمتها إذا حدث التحرير فقررنا شراء اغنام توزع على أسر الأسرى والشهداء.
اذكر انه تم شراء 300 خروف للتوزيع تم جلبها ووضعها في حديقة في الدعية، وتم توزيعها لاحقا على الأسر المتضررة سواء ابناؤها الأسرى او الشهداء، كما دخل الغزاة خلسة فقد خرجوا خلسة، عندما اصبحنا يوم التحرير وإذا نشاهد الجنود الغزاة يسيرون منسحبين باتجاه العراق، كان مشهدا مفرحا للأهالي الذين عاشوا 7 أشهر من الاحتلال.
قيادة حكيمة
يقول م.سالم الناشي: في مسألة الغزو العراقي لا يمكن تجاهل اي قصة تأتيك من اي احد عاش تلك الفترة، وكلها مهمة حتى لو كانت بسيطة، فنتائج الاحتلال كانت مدمرة على المواطن، فالطموح يتبخر والدراسة معلقة والوظيفة لم تكن موجودة، فالغزو الفاجر كان مقدمة لمزيد من المآسي للكويتيين والمقيمين وللخيرين والشرفاء في العالم.
وأضاف: يكفي ان يسمع الإنسان البسيط المسالم صوت الحرب والرصاص وجنازير الدبابات وهدير الطائرات وينام ويصحو على سيل من الغدر والافتراءات والأكاذيب والتهديد والوعيد.
ويوضح م.الناشي ان المشاعر في الأسرة الواحدة في الغزو قد اختلطت والقرارات تشابكت فهناك من يرى المقاومة والرفض لكل ما هو احتلال، وآخر يرى البقاء والصمود والصمت والاحتجاج السلمي، وثالث يرى المغادرة والعمل من الخارج، ورابع يرى العودة والتلاحم مع الداخل وبدء المقاومة.
وفي يوم 11/8/21990 أخذت زوجتي لمستشفى الفروانية للولادة، وفي هذه الأثناء كان الجنود العراقيون يفتشون بيوت الأسر المسالمة بيتا بيتا في العمرية، ودار حوار بيني وبين زوجتي وبين نفسي لكيفية التعامل مع 20 جنديا مدججين بالرشاشات والبازوكات وأنا وحدي مع اسرتي وأخت زوجتي وأبنائها وكان القرار التزام الهدوء والسماح لهم بالتفتيش على ان نحتفظ بالأشياء الثمينة لدى زوجتي وفي اليوم الثاني قررت ان نذهب الى السعودية بعد ان اصبحت منطقة العمرية التي انا فيها موحشة حتى في النهار وبدأت عمليات التفتيش ومداهمة البيوت، وعند الحدود جاء موظف غير عراقي وطلب جوازاتنا ونقودنا وسأل عن سبب الخروج ثم جاءت نقطة تفتيش وكان بها جنديان عراقيان وقلت: تريدان اي شيء؟ عندي شاي داخل؟ قالا: نريد طعاما فسلمت سندويشات الاطفال لهما، وعند الوصول الى النويصيب طلب عراقيان المبالغ العراقية التي معي ثم أتينا للحدود السعودية، وكانت فرحتنا لا تصدق لكنها مغموسة بحزن عميق لفراق الوطن، ووجدت جنديا سعوديا يركض باتجاهي رافعا يديه مرحبا بحرارة ويقول الحمد لله على السلامة، ثم ذهبت الى مقر لجنة التعريف بالكويتيين وسلمت جنسيتي الأصلية وجنسية زوجتي وشهادات ميلاد الأولاد، ثم ذهبت الى سفارة الكويت لأعمل معهم بإعداد دورات للشباب الكويتي، وبحكم كوني مساعدا لمدير معهد الكهرباء والماء وقتها فقد كلفت لأكون مشرفا عاما على الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالرياض وكانت دورات ناجحة للشباب الكويتي لتأهيلهم لفترة إعادة الإعمار.
بعد التحرير
وتحدث م.الناشي عن الأمور التي ساهم فيها في الرياض بالكتابة في الصحف والانتظام مع فريق الهيئة العامة للتعليم التطبيقي لإعادة الإعمار، كما رشحت عضوا في اللجنة التنفيذية في ندوة الكويت «الصمود والعطاء» كما عملت دراسة عن شهداء وأسرى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وتم تحرير الكويت في وقت قياسي بفضل الله وثبات قيادتنا الحكيمة ووقوف ابناء شعبنا خلفهم ومؤازرة ودعم الدول الشقيقة والصديقة وشعوب العالم الرافضة للاحتلال.
فريق واحد
من جهته، يقول علي الحسينان: في الغزو كان عمري 18 سنة وكنت متخرجا في الثانوية العامة ومن الطريف انه تم قبولي في جامعة الكويت ونشر اسماء المقبولين في الجامعة في الصحف يوم الاربعاء 1/8/1990.
وحصل الغزو في اليوم الثاني 2/8/1990 فاحتفظت بالصحيفة التي فيها اسماء المقبولين، واول يوم للغزو كنا نحضر درسا بعد صلاة الفجر في مسجد المخيزيم في الفيحاء عند الدكتور انور السليم وأثناء الدرس سمعنا اصوات دوي قوية، وكنا نعتقد ان حارس المسجد يغلق الباب الخشبي في غرفته بالطابق الثاني في المسجد بقوة، وبعدما خرجنا من المسجد سمعنا اصوات قصف ولا نعلم ما يحدث.
وبعدما رجعنا البيت سمعنا المذياع وعرفنا ان العراق غزا الكويت وكانت صدمة فعلا، وبعدها تطوعت في العمل في جمعية الفيحاء في الفترة الصباحية والفترة المسائية نعملمن العصر في فرع الغاز الى أذان المغرب.
وكان معظم اهالي الفيحاء موجودين صامدين ولم يخرجوا وكنا نعمل بروح الفريق الواحد، وكانت بحمد الله المساجد تجمع الناس وتصبرهم ونتناقل الاخبار فيها وأقيمت عيادة طوارئ في مسجد الفارس بالفيحاء وكان د.حمد العباد ود.خالد الشرف من المناوبين فيها، واذكر أنهم اجروا عملية جراحية لصديقي عبدالله المنصور لأنه سقطت على فخذه صفيحة من كريبي وتسببت في جرح عميق في فخذه، فأجرى الاستشاري دكتور الجراحة خالد الشرف عملية خياطة الجرح وكنا نعمل في الصباح وبعد العصر وبعد العشاء نلتقي مع الجيران في بيت جارنا محمد الهويدي في بعض الايام.
وأذكر انه كل يوم ثلاثاء بعد صلاة العشاء كان هناك درس تفسير لسورة الاحزاب للشيخ داود العسعوسي في بيتنا.
أما عن التحرير في صباح يوم الثلاثاء 26/2/1991 فكنا في البيت لأن آخر خروج لنا من البيت كان لأداء صلاة الجمعة وبعدها لم نخرج لعلمنا انه يتم اعتقال الشباب في الشوارع، ففي صباح يوم 26/2/1991 الساعة السابعة تقريبا سمعنا احدا يطرق الباب وتعجبنا من الطارق وإذا هو بصديقنا في الفيحاء عادل المفرج اتى يبشرنا بخروج العراقيين من الكويت.
ولم نصدق الخبر من اول وهلة معقولة خروجهم فجأة، فدخلت البيت وبشرت اهلي وسجدت شكرا لله وبعدها خرجنا والتقينا بالجيران في الفريج وفي الشارع وتبادلنا التهاني وكانت فرحة لا توصف وتوجهنا الى الدائري الثاني (طريق خالد يوسف المرزوق) بين الفيحاء والضاحية لنرى مسيرات من السيارات رافعين اعلام الكويت فرحين.
يوم غير عادي
من جانبه، قال فهد الحسينان إن يوم 2 أغسطس لم يكن يوما عاديا بالنسبة لأهل الكويت جميعا، أما بالنسبة لي فقد كنت مجندا في الحرس الأميري، سرية المراسيم، وهذه من طبيعة السرية، تذهب لاستقبال الضيوف بحرس شرف في المطار. وكان يوم الأربعاء ذهبنا إلى المطار، لاستقبال الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله - رحمه الله - قادما من جدة، وبعد الانتهاء من مراسيم الاستقبال، قالوا لنا «تعالوا غدا فقط فترة الصباحية، ثم تنصرفون».
وعندما ذهبنا صباح يوم الخميس 2 أغسطس بعد صلاة الفجر، كنا نسمع صوت انفجارات وأصواتا قريبة، كنت أظنها أصواتا من المعدات التي تدك الأساس للمباني، ولم يخطر ببالنا أنها قصف وطائرات وحرب وغزو، حتى ركبت السيارة وشغلت المذياع، ففوجئت بأنه في هذا الوقت الباكر من الصباح، كان دائما يكون هناك قراءة قرآن، لكن عندما فتحت المذياع استمعت إلى صوت أناشيد وطنية، وبعدها انقطع صوت الأناشيد، واستمعنا إلى بيان من وزارة الدفاع بأن العراق دخلت الحدود الشمالية من دولة الكويت، والكويت تعلن حقها في الدفاع عن نفسها، فتوقعنا أنها مسألة بسيطة في الحدود الشمالية، كما كان في السابق من بعض المناوشات.
وأكملت طريقي إلى أن وصلت إلى معسكر لواء الحرس الأميري، وهناك فوجئنا بضابط برتبة عالية عند بوابة المعسكر، يوجهنا لتسلم ذخيرة وسلاح من المخزن، وذهبنا وتسلمنا ذخيرة وسلاحا، وحتى الآن لم نعتقد أنه يوجد غزو حقيقي، فقط إجراء احترازي.
وبعد ذلك قالوا «سوف نذهب إمدادا إلى قصر دسمان، فمطلوب أن نذهب إمدادا إلى قصر دسمان»، قلنا «يمكن هذا من باب التحصين وهذا قصر الحكم، لم يكن في بالنا أبدا أن هناك غزوا، وسيطر العراق على الدولة».
علما كان الوقت لم يصل حتى الساعة السابعة صباحا، فذهبنا في ثلاث آليات للجنود، أنا كنت في الآلية الثانية، خرجنا على طريق الملك فهد الآن، كان طريق المغرب والسفر السريع، ثم عندما وصلنا إلى قصر بيان تقاطع الدائري الخامس مع طريق السفر السريع، أخذنا يمينا على طريق الدائري الخامس، فسمعنا صوت إطلاق نار، فلما انتبهنا وجدنا باص للعراقيين يشتبك معنا، فتوقف الرتل وصارت هناك معركة سميت (معركة الجسر)، كان فيها جرحى من إخواننا المجندين، ومنهم من مات - أسأل الله أن يغفر لهم ويرحمهم - كانت معركة كبيرة.
وبعد انتهاء المعركة استسلم جميع العراقيين، لأن السيارات التي جاءت بعدنا، واجهت معنا هؤلاء الجنود، فسيطرنا على الموقف، ثم طلب منا أن نوقف السيارات، حتى نأخذهم إلى المستشفى لعلاج المصابين، فذهبت.