- 600 مليون دينار مكاسب سوقية لـ «البورصة» بختام تعاملات الأسبوع
- 25 % قفزة في محصلة السيولة الأسبوعية بمتوسط يومي 93 مليون دينار
شريف حمدي
سجلت ملكيات الأجانب في أسهم السوق الأول في بورصة الكويت محطة تاريخية جديدة، بعد أن واصلت مسارها الصاعد لتقترب من مستوى 7 مليارات دينار للمرة الأولى منذ تأسيس السوق، وفق بيانات بورصة الكويت الصادرة في 13 أغسطس الجاري، ويأتي هذا الارتفاع مدعوما بمكاسب إضافية بلغت نسبتها 1.6% خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يعكس استمرار جاذبية السوق الأول لرؤوس الأموال الأجنبية.
ووفقا للبيانات، ارتفعت ملكيات المستثمرين الأجانب في أسهم 8 شركات مدرجة ضمن مكونات السوق الأول، مقابل تراجعها في 6 شركات، فيما استقرت نسب الملكية في 18 شركة من دون تغيير يذكر، هذا التباين يعكس تحركات انتقائية للمستثمرين الدوليين، مع تركيزهم على الشركات ذات الملاءة المالية القوية والسيولة العالية.
ويرى محللون أن بلوغ هذه المستويات التاريخية يعكس الثقة المتزايدة في البيئة الاستثمارية بالسوق الكويتي، مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها استقرار الأوضاع الاقتصادية، والإصلاحات التشريعية والتنظيمية التي شهدتها البورصة في السنوات الأخيرة، فضلا عن إدراج السوق الكويتي في مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية، ما فتح الباب أمام تدفقات رأسمالية مؤسسية من الصناديق الأجنبية.
كما أن استمرار نمو ملكيات الأجانب يشير إلى أن السوق الأول بات وجهة مفضلة للاستثمار طويل الأجل، خاصة مع وجود شركات قيادية في قطاعات حيوية مثل البنوك، والاتصالات، والبتروكيماويات، والعقار. ويتوقع أن يواصل هذا المسار التصاعدي في ظل التحسن المتوقع في نتائج الشركات النصفية والسنوية، إلى جانب تنامي شهية المستثمرين العالميين تجاه الأصول الخليجية.
ووفقا للبيانات، فإن ملكيات الأجانب في بنك الكويت الوطني وصلت إلى 2.55 مليار دينار، تلاه بيت التمويل الكويتي بقيمة 2.15 مليار دينار، ثم شركة جي اف اتش بقيمة 348 مليون دينار، ثم شركة زين بقيمة 337.7 مليون دينار، ثم بنك بوبيان بقيمة 219.5 مليون دينار.
على صعيد آخر، اختتمت بورصة الكويت تعاملات الأسبوع الثاني من أغسطس 2025 على ارتفاعات جماعية في المؤشرات الرئيسية والمتغيرات الفنية، وسط أجواء من التفاؤل انعكست في تحركات المستثمرين، مدعومة بالنشاط الملحوظ على الأسهم القيادية في السوق الأول إلى جانب أسهم السوق الرئيسي من الفئات المتوسطة والصغيرة، تزامنا مع استمرار الإعلان عن النتائج المالية الإيجابية للنصف الأول من العام.
وسجلت القيمة السوقية للبورصة نموا ملحوظا مقتربة من حاجز 52 مليار دينار، حيث بلغت بنهاية الأسبوع 51.97 مليار دينار مقارنة بـ 51.37 مليار دينار في الأسبوع السابق، محققة زيادة قدرها 600 مليون دينار بنسبة نمو بلغت 1.2%، في انعكاس واضح لقوة الزخم الشرائي الذي شمل مختلف القطاعات من الأسهم القيادية إلى المتوسطة والصغيرة.
وعلى صعيد الأداء اليومي للجلسات، افتتحت السوق تعاملات الأسبوع بنشاط إيجابي أضاف 315 مليون دينار للقيمة السوقية، واستمر الزخم في الجلسة التالية بإضافة 170 مليون دينار أخرى، إلا أن جلسة الثلاثاء شهدت عمليات جني أرباح سريعة قلصت المكاسب لتتراجع القيمة السوقية بنحو 288 مليون دينار. وسرعان ما استعادت السوق عافيتها في جلسة الأربعاء مع تسجيل مكاسب كبيرة بلغت 356 مليون دينار، لتختتم تعاملات الخميس على ارتفاع طفيف بإضافة 47 مليون دينار.
ولم تقتصر المكاسب على القيمة السوقية، إذ شهدت السيولة المتدفقة إلى السوق نموا أسبوعيا بنسبة 25% لتصل إلى 467 مليون دينار بمتوسط يومي بلغ 93 مليون دينار، مقارنة بـ 375 مليون دينار بمتوسط يومي 75 مليون دينار في الأسبوع الماضي. كما ارتفعت أحجام التداول بنسبة 34% لتسجل 2.19 مليار سهم مقابل 1.63 مليار سهم في الأسبوع السابق، وهو ما يعكس زيادة واضحة في وتيرة التداولات ونشاط المستثمرين.
وسجلت مؤشــــرات السوق ارتفاعات شاملة بنهاية الأسبوع، حيث صعد مؤشر السوق الأول بنسبة 1.1% ليغلق عند مستوى 9362 نقطة مقارنة بـ 9260 نقطة في الأسبوع الماضي، كما ارتفع مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 1.5% ليصل إلى 7752 نقطة مقابل 7639 نقطة، فيما تقدم مؤشر السوق العام بنسبة 1.2% مسجلا 8697 نقطة مقارنة بـ 8597 نقطة في الأسبوع السابق. ويعكس هذا الأداء حالة من الثقة المتزايدة في السوق، مدفوعة بتحسن النتائج المالية لمعظم الشركات المدرجة، خصوصا في قطاع البنوك والقطاعات القيادية الأخرى، إلى جانب تحسن المعنويات الاستثمارية في ظل توافر فرص استثمارية بعوائد مجزية في البيئة الاقتصادية المحلية.