مفرح الشمري
في مبادرة غير مسبوقة على الساحة الدرامية الكويتية، نظمت أسرة مسلسل «مأمور الثلاجة» جلسة نقاشية مفتوحة جمعت أبطال العمل وفريقه الفني مع مجموعة من صناع المحتوى والمهتمين بالشأن الفني، وذلك في أجواء حوارية جمعت بين الشفافية والحماس.
أدار اللقاء الإعلامي ناصر العطية، الذي رحب بالحضور وأشاد بهذه الخطوة، واصفا إياها بأنها مبادرة إعلامية جديدة تعكس انفتاح الدراما الكويتية على جمهورها، وتخلق جسرا مباشرا بين المبدعين والجمهور، مضيفا أن مثل هذه اللقاءات تسهم في رفع مستوى التفاعل وتبادل الآراء قبل عرضه.
قصة حقيقية
استهل الكاتب والمنتج بندر السعيد حديثه بالتأكيد على أن المسلسل مستوحى من قصة حقيقية عاش تفاصيلها عن قرب مع صاحبها الشاعر سعد زبن الخلاوي.
وأوضح أن العمل يحمل أبعادا إنسانية واجتماعية، وأنه حرص على تقديم نص يحافظ على جوهر القصة وفي الوقت نفسه يمنح المشاهد مساحة للتأمل والتفاعل. وأضاف: «هدفنا تقديم عمل يحترم ذائقة الجمهور ويترك أثرا يتجاوز حدود الشاشة».
خلال الجلسة، عبر المشاركون في المسلسل عن حماسهم للمشاركة، كاشفين بعض ملامح شخصياتهم، مؤكدين أن النص شكل دافعا قويا لهم.
بداية، قال الفنان خالد أمين إنه جلس مطولا مع صاحب القصة الحقيقية ليستلهم جزءا من شخصيته، وقال: «أعجبني النص كثيرا، وأحسست بمسؤولية في نقل الروح الحقيقية للشخصية التي أقدمها».
فرصة مختلفة
أما الفنان عبدالله الخضر فأوضح أنه رغم عشقه للمسرح، وجد في هذا العمل فرصة لتجربة مختلفة: «النص شدني لأنه يخرجني من الإطار المعتاد ويمنحني مساحة لأداء مغاير».
بينما إسماعيل سرور عبر عن دهشته لاختياره للدور، مؤكدا أنه مسؤولية كبيرة: «أرجو أن أكون على قدر الثقة وأن أوصل الرسالة التي يحملها العمل».
بدورها شبنم خان تحدثت عن انجذابها للقصة منذ اللحظة الأولى: «شدتني الأحداث لدرجة أنني أنهيت قراءة النص خلال سبع ساعات فقط».
الفنان مبارك سلطان أشار إلى أنه سيظهر هذه المرة في شخصية مغايرة لما اعتاد الجمهور عليه: «بعد أدوار الشر التي قدمتها، سأكون هذه المرة في دور إنساني طيب».
تغيير جذري
في حين لفت الفنان نايف البشايرة إلى أن التغيير الجذري في طبيعة العمل مقارنة بأعماله السابقة مع الشركة هو ما حفزه على المشاركة.
الفنان محمد الوزير وصف أسلوب الكتابة بالمختلف والجريء: «الفوضى التي يحملها النص ليست عبثية، بل جزء من بنية العمل الدرامية».
بدوره، أشار علي جاسم إلى صعوبة الجمع بين التمثيل والإخراج، مفضلا التركيز على دوره ضمن فريق الإخراج لضمان أفضل نتيجة.
أما ناصر الحسين فاختار عدم الكشف عن تفاصيل دوره، مكتفيا بالقول: «شاهدوا العمل وستعرفون… وأتمنى أن ينال إعجابكم».
الفنان محمد الفيلكاوي أكد أن الشركة المنتجة دائما تبحث عن تقديم المختلف منذ أكثر من عشر سنوات.
مسؤولية مضاعفة
أحمد الشطي اعتبر أن انتماءه للشركة يزيده التزاما، قائلا: «أي دور يسند إلي من خلالها أشعر معه بمسؤولية مضاعفة».
حضر الجلسة عدد من صناع المحتوى والمهتمين بالشأن الفني، من بينهم عبدالرزاق البلوشي من بودكاست شريط، والناقد فواز الوسمي، وصالح العسك من حساب مونودراما الكويت، بالإضافة إلى ممثلي حسابات فن الكويت وأخبار المسرح الكويتي، والمصور إبراهيم الحساوي، الذين شاركوا بآرائهم وأسئلتهم حول العمل.
حرص فريق الإنتاج على توثيق الجلسة تلفزيونيا، حيث تولى المخرج ثامر العسلاوي الإخراج، بينما أشرف عمر الدليمي على إدارة التصوير، ليتم تقديمها لاحقا كجزء من الحملة الترويجية للمسلسل، ما يعكس حرص القائمين على العمل على تقديم تجربة إعلامية متكاملة.
بهذه الأجواء المليئة بالحماس والشفافية، بدا واضحا أن مسلسل «مأمور الثلاجة» يسعى الى تقديم تجربة درامية مختلفة، تجمع بين قوة النص وأداء النجوم، مع ربط القصة بالواقع بطريقة إنسانية مؤثرة، في انتظار أن يحظى العمل بمتابعة واسعة عند عرضه.