ما من أحد يستطيع أن يقلل من جهود وزارة الداخلية في مواجهة الاختناقات المرورية مع انطلاق العام الدراسي، وهذا الجهد المقدر أحدث فارقا ملموسا مع الوضع في الاعتبار أنها تكاد تعمل منفردة في هذا الملف.
لا أبالغ في إعادة التأكيد على أن «الداخلية» تعمل منفردة وتواجه الاختناقات دون دعم أو مساندة، فرجال الأمن من كل القطاعات، وقبل بدء الدوامات وتوجه الطلاب إلى مدارسهم، ينتشرون لأكثر من ساعتين في التقاطعات ومحيط المدارس، والشيء نفسه قبل انتهاء الدوامات وخروج الموظفين والطلبة.
هل هذا فقط ما فعلته أو تفعله وزارة الداخلية؟ بالتأكيد الإجابة لا، بل عدلت توقيت الإشارات الضوئية وخصصت فريقا مهمته متابعة الطرقات من غرفة التحكم لرصد الاختناقات وإيجاد حلول لها، أيضا نزول قيادات وزارة الداخلية ميدانيا بموجب تعليمات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، وقبل ذلك قامت وزارة الداخلية بإجراء تعديلات على قانون المرور، وهو ما كانت له ثمار واضحة في انخفاض المخالفات والحوادث وأعداد الوفيات والإصابات، كما قامت الوزارة بتدشين منظومة مراقبة متقدمة لمواجهة مخالفات الخطوط الأرضية، وغير ذلك من الجهود.
القضية المرورية لا تختص بها وزارة الداخلية بمفردها بل مواجهتها تحتاج إلى جهد جماعي، من هنا أتساءل: أين النقل الجماعي للطلاب والذي نسمع عنه ولم نره؟ وبم نفسر الأعداد المهولة من المركبات التي تأتي لتقل الطلبة صباحا وبعد الظهر، وأين الدوام المرن؟
ملف الاختناقات يتطلب عملا جماعيا وتطوير وسائل النقل العام وإلزام المدارس الخاصة بتوفير باصات تنقل الطلاب بأسعار مناسبة ودون مبالغة والمضي بسرعة اكبر في تطوير الطرق والتقاطعات، وإقامة مدن جديدة متكاملة الخدمات والتوسع باستحداث حارات تخزينية أو إضافية قدر الإمكان والمزيد من الالتفافات العكسية تحت الجسور وتحويل إشارات ضوئية إلى دوارات أو عمل مداخل ومخارج إضافية.
أما الحلول على المدى البعيد، فهي تتمثل في الاستعانة بشركات عالمية تنوط بها دراسة المشكلة بشكل دقيق ومتأن وتترجم ما تقترحه وتوصي به، مع تسريع دراسة تطوير الطرق الإشعاعية والدائرية، خاصة الدائريين السادس والسابع، لرفع كفاءة الشبكة المرورية
وفي الختام أتقدم بالشكر إلى جميع العاملين في الإدارة العامة للعلاقات العامة والاعلام الأمني في وزارة الداخلية على جهودهم وإعداد ونشر البرامج التوعوية وتواصلها الدائم مع قائدي المركبات من خلال تلفزيون وإذاعة دولة الكويت والإبلاغ عن طرقات تشهد اختناقات وتوجيههم إلى طرق بديلة وتذكير المواطنين والمقيمين بمواد قانون المرور لتجنب مخالفتهم، وأخص بالشكر مدير عام الإدارة العميد ناصر أبوصليب، ومدير إدارة الاعلام الأمني العقيد عثمان الغريب، جزاكم الله ألف خير، وعساكم على القوة.
حفظ الله الكويت من كل مكروه تحت قيادة سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسيدي سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، حفظهما الله ورعاهما.
٭ آخر الكلام: خالص العزاء وصادق المواساة إلى أخي وكيل وزارة الداخلية السابق الفريق أول متقاعد محمود الدوسري لوفاة والدته، أسأل الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته، ويكرم نزلها، وأن يلهم أهلها ومحبيها جميل الصبر، وحسن العزاء.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)