إن هذه الحياة الصاخبة لها همومها وأحزانها وأفراحها وأتراحها.. وقد يكون الإنسان قد ضغطت عليه مرارة الحياة، فأصبح لا يستطيع أن يوزن أموره بميزان العقل والحكمة، لذلك اضطربت أعصابه وزادت أحزانه وأصبح في موقف كئيب لا يحسد عليه.
والإنسان الذي يتحلى بصبر وإيمان ويتحدى القلق والتوتر ويتوكل على الله في كل صغيرة وكبيرة فحتما سيجد نفسه قد عبر شاطئ الأحزان ووصل إلى بر الأمان وتلاشت كل هذه الهموم... لا شك ان الله سبحانه وتعالى خلق لنا عقولا زاهرة نستطيع أن نميز بها كل نعم هذه الحياة الطيبة.
لا شك أن من توكل على الله سبحانه وتعالى فهو حسبه ونعم الوكيل، فالإنسان يجد راحة نفسية ونفحات إيمانية وهو يؤدي كل أمور حياته بما يرضي الله سبحانه وتعالى، لأننا تعلمنا أن نتوكل على الله جل شأنه في أعمالنا وأفعالنا وكل نبضة من نبضاتنا وكل نفس من أنفاسنا هذه، وقد ذكر الله في كتابه الكريم أن نتوكل عليه، حيث قال سبحانه وتعالى (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) «الأحزاب: 3».
وعلى المسلم ان يتخلق بخلق حسن ويبتعد عن شد الأعصاب بلا داع ما دمنا في رحاب الله وقد قال جل شأنه في كتابه العزيز (ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون) هود (123)، وهذه الآية الكريمة بلا شك تعطي الإنسان المؤمن راحة نفسية، فالله يكفل العيش الرغيد والتوفيق الحسن لكل من يتوكل عليه في أمور حياته.
ومما لا شك فيه فإن من يتق الله كذلك يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وان الإنسان يستطيع بفكره وإيمانه بالله سبحانه وتعالى أن يحسن التصرف للخروج مما يواجهه من مشاكل وصعاب في هذه الحياة، ولا أحد يستطيع أن يعوق أمر الله، فالله يبلغ ما يريده كما قال عز شأنه في كتابه الكريم (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف 21.
والله كريم عفو يحب عباده الصالحين، لذلك يريد جل شأنه من عباده أن يلقوا حملهم عليه ولا يتوكلوا إلا عليه، لأن من أتى الله ماشيا أتاه مهرولا يأخذهم بحنانه وعطفه، وقال سبحانه وتعالى في كــتابه العـزيز (ومــن يعتصم بالله فقد هدي إلى صـراط مستقيم) «آل عمران: من الآية 101».
فالتقرب لله وحبه والإخلاص في عبادته والامتثال لأموره سبحانه وتعالى هي التي تجنب العبد التوتر والشد العصبي الذي ينهك صحته بهواجس وهموم تقضي على مضاجعه وتخلخل أمور دنيا حياته.
ولا شك ان تفويض أمرنا إلى الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه في أمور حياتنا يعطيانا سعادة داخل قلوبنا، مبددا عنا المخاوف والأوهام ويزرعان في داخل أعماقنا الاستقرار والطمأنينة التي تريح قلوبنا وتدخل البهجة في نفوسنا لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز هذه الآيات الكريمة (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) «الرعد: 28».
لذلك أخي المسلم المؤمن العاقل حبك لله تعالى هو الذي يقربك من عطاءاته الكريمة التي لا تنضب، لذا فعليك بتنفيذ أوامر الله وان تتحلى بالخلق والتواد والتراحم حتى تظفر بجنان الله سبحانه وتعالى، وما أشد حاجتنا في هذه الحياة إلى نفحة إيمانية تقربنا من الله.