النضج شيء جميل، فالثمرة الناضجة متعة.. والعقل الناضج نعمة.. والجسم الناضج صحة.. والكلمة الناضجة بذرة مباركة تنتظر الأرض الخصبة والمناخ الملائم لتنمو وتترعرع كشجرة عظيمة جزعها ثابت وفرعها في السماء.. وهكذا كل عمل نقترب فيه من عقول أبنائنا وتثقيف أذهانهم.. إنها رسالة الغرس والدرس.. وأمانة النقل والقول.. وصدق العطاء والأداء.. إن رسالتي لا تنفصل عن رسالتك، أيا كان موقعك من وطني العزيز.. إنها اهتمام باليوم والغد.. إنها جهد وجهاد لغد أفضل ومستقبل أعظم واكرم بإذن الله.
فأبناؤنا ثمرة غرسنا.. وعملنا مرآة قولنا.. والخير لمن يعمل والضياع لمن يكسل قاعدة لا تبلى، فاطرح عن نفسك أذيال الاتكال.. ولا تعبأ بالضعاف وأقوالهم والمستهترين وأفعالهم والتافهين وأحوالهم، وانظر حولك جيدا.. فالدنيا تدور في فلك العلم والعلماء وتخور في يد الجهل والجهلاء.. إنها تعطى سرها للعامل النشط لا للحامل المتواكل.
لا تسل أين الطريق الصحيح... فأنت على قارعته تسير.. ما دام العلم رسالتك والعمل شعارك والإسلام دينك ورائدك.. فإياك إياك أن تحيد.. وقديما قال ابن سينا:«إنما النفس كالزجاجة
والعلم سراج وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنك حي
وإذا أظلمت فإنك ميت».