Almesfer2215@hotmail.com
تلعب سياحة المعارض والمؤتمرات دورا محوريا في دعم الاقتصاد الوطني، وتنشيط السياحة الداخلية، وتعزيز صورة الدولة على المستويين الإقليمي والدولي. والكويت، بموقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الكبيرة، لديها فرصة ذهبية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي ليكون أحد روافد التنمية المستدامة.
فتح الأجواء أمام تنظيم المعارض والمؤتمرات بمختلف أنواعها: الاقتصادية، الثقافية، العلمية، والتجارية، سيسهم بشكل مباشر في جعل الكويت مركزا إقليميا جاذبا للأعمال والاستثمار، فهذه الفعاليات ليست مجرد تجمعات مؤقتة، بل هي منصات حيوية للتبادل التجاري والفكري، حيث تتيح للقطاعين الحكومي والخاص فرصة التعريف بمشاريعهما واستقطاب الشراكات الاستراتيجية.
إن تسويق الكويت كوجهة رئيسية للمعارض والمؤتمرات يعزز مكانتها التجارية والفكرية والسياحية، ويضعها في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، فالدول التي نجحت في تطوير هذا القطاع، مثل الإمارات وقطر، لم تستفد فقط من العوائد الاقتصادية المباشرة، بل عززت مكانتها العالمية من خلال بناء بيئة جاذبة للمستثمرين ورواد الأعمال وصناع القرار. واليوم، تتصدر السعودية مشهد سياحة المعارض والمؤتمرات في المنطقة، مستفيدة من بنيتها التحتية المتطورة ورؤيتها الطموحة، في حين تشهد البحرين تناميا لافتا في هذا المجال، وتسير سلطنة عمان على الطريق نفسه، ما يعكس تنافسا إقليميا إيجابيا يجب أن تكون الكويت جزءا منه.
إلى جانب ذلك، فإن إقامة معارض ومؤتمرات إقليمية ودولية تنعش القطاعات الخدمية في الكويت، من فنادق ومطاعم ونقل وخدمات لوجستية، ما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني. كما أن هذه الفعاليات تسهم في نشر ثقافة الكويت وهويتها وتراثها، ما يعزز صورتها الخارجية كدولة منفتحة على مختلف الدول والثقافات وداعمة للحوار البناء بين الشعوب والتعاون الدولي، وقد وجدنا أن نجاح الكويت في استضافة وتنظيم كأس الخليج الأخير الذي أقيم على ملاعبها على نحو مميز، يعطي دافعا قويا للمضي قدما في تحقيق هذا الأمر الحيوي، خصوصا مع ما صاحب ذلك من إشادات من الأشقاء الخليجيين الذين حضروا المباريات لقيادة الكويت وشعبها على حسن الاستقبال وكريم الضيافة، فضلا عن اكتشاف الأماكن التراثية والعصرية والإبحار في ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده التي كانت مثار إعجاب ضيوف هذه الفعالية.
لكن لتحقيق هذه الطموحات، لا بد من تطوير الهيكل الإداري المسؤول عن هذا القطاع. فمن المأمول إنشاء هيئة مستقلة للمعارض والمؤتمرات، تكون مسؤولة عن تنظيم الفعاليات الكبرى واستقطابها، أو على الأقل إعادة هيكلة إدارة أرض المعارض في منطقة مشرف، لتواكب المعايير الدولية، كما أن الاستثمار في إنشاء منطقة معارض ومؤتمرات عملاقة خلال السنوات الخمس المقبلة سيكون خطوة نوعية لتوفير بيئة متكاملة ومتطورة تستقطب أبرز الفعاليات العالمية.
إن الكويت تمتلك كل المقومات اللازمة للتحول إلى مركز رئيسي لسياحة المعارض والمؤتمرات في المنطقة. ويبقى المطلوب هو الإرادة والرؤية الاستراتيجية لدعم هذا القطاع، ليكون رافدا اقتصاديا جديدا يعزز مكانة الكويت ويخدم مستقبلها التنموي.