بعد أكثر من عام على بـدء حرب «إسرائيل» على قطاع غزة ثم حزب الله في الجنوب اللبناني بالإضافة إلى الضربات الصاروخية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، تسعى إسرائيل إلى استمرار التصعيد العسكري وأعماله العدوانية بينما يبحث الآخرون عن التهدئة.
في لبنان أصبحنا نسمع تصريحات بشأن قبول فكرة هدنة مؤقتة يتم خلالها التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، بينما يصر «الإسرائيليون»، وعلى لسان وزير دفاعهم، على أنهم «لن يوافقوا على أي ترتيب لا يضمن حق إسرائيل في تحقيق أهداف حربها»، ويقصد بأهداف الحرب الاسرائيلية على لبنان «القضاء على تهديد حزب الله والعمل على ضمان أن تكون لبنان حرة وليس وكيلة لإيران» كما صرح بذلك مؤخرا وزير خارجية «إسرائيل».
وعلى صعيد قطاع غزة، يبدو أن الإسرائيليين غير جادين بالتفاوض رغم إعلان حماس موافقتها على أن تكون الإدارة في غزة ومنافذها الحدودية تحت سلطة «فتح» الفلسطينية، وللأسف لم ترد «فتح» ولم ترد إسرائيل على هذا العرض، بل نجد تصعيدا في الموقف السياسي الإسرائيلي، حيث صرح وزير خارجية إسرائيل قائلا بأن «إقامة دولة فلسطينية أمر غير واقعي»، ناهيك عن تهديد الوزير «سموتريتش» الذي تعدى الأزمة في غزة إلى التصريح بأن السيادة الإسرائيلية ستفرض أيضا على الضفة الغربية في فترة ترامب الجديدة.
وعلى الساحة الإيرانية، تمت المناداة بوقف إطلاق النار في لبنان وغزة، كما أن الخارجية الإيرانية أعربت عن أنها لا ترفض إجراء محادثات مباشرة مع إدارة ترامب «إذا كانت ستخدم مصالحنا».
بينما تزداد تصريحات إسرائيل عدوانية، حيث أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي عن أن «منشآت إيران النووية أكثر عرضة من أي وقت مضى للضربات».
ختاما: تريد إسرائيل سحب أوراق الضغط الإيرانية عليها للأبد، والتأكد أنها لن تواجه مقاومة مرة أخرى تهدد سكانها في الشمال ولا في الجنوب، بينما محور المقاومة تبعثرت أوراقه وتشتت جهوده وتفرقت ساحاته وأصبح يريد المحافظة على ما تبقى لديه من قوة داخلية، وتغيرت الحسابات للأسف، وأصبحت تعكس بدقة موازين القوى الحقيقية على الأرض، وليست القوى الافتراضية.