لماذا رفضت إيران التفاوض لسنوات في رئاسة ترامب الأولى، وعند عودتها إلى التفاوض في عهد بايدن كانت تماطل، ومع رئاسة ترامب الثانية انخرطت سريعا في مفاوضات يصفها الإيرانيون بأنها ناجحة؟!
السر في أن المشهد الاستراتيجي في المنطقة قد تغير بعد حرب 7 أكتوبر، وأثر ذلك على الموقف الإيراني بعد أن فقدت أهم أذرعها في المنطقة والمتمثل في حزب الله اللبناني ونظام بشار في سورية، وغيرهما من الأذرع التي تواجه أعنف ضربات عسكرية أميركية.
بالتأكيد إثر ما سبق في قوة إيران التي كانت ترتكز عليها وجعلتها لا تهتم كثيرا بالتفاوض أو الوصول إلى حلول قد تكون مجحفة لها.
من الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد إيران نووية، ودائما ما يكرر الرئيس ترامب أن إيران لن تكون نووية!
وكان أمام إيران إما الانخراط في مفاوضات أو مواجهة خيار عسكري سواء من إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية أو الاثنين معا.
آخر تصريح للرئيس الأميركي وبعد الجولة الأولى من المفاوضات وردا على سؤال صحافي، أكد ترامب أن الضربات العسكرية ليست مستبعدة إذا لم نتوصل إلى حل في قضية البرنامج النووي الإيراني.
ومن الحلول التي يعتقد أنها طرحت في المفاوضات الأميركية- الإيرانية لحل قضية النووي الإيراني هي كالتالي:
لدى إيران مخزون من اليورانيوم المخضب يمكنها من صنع «قنبلة نووية»، لذلك من المؤكد أن المفاوضات ستجبرها على نقل مخزونها الزائد عن المصرح به «بالاتفاق النووي» إلى دولة أخرى، ومن المحتمل أن تكون «روسيا».
وسيطلب أيضا تفكيك المفاعلات النووية وليس كل البرنامج مثل «النموذج الليبي»، والسماح لموظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المواقع النووية الإيرانية المحتملة بما فيها المواقع العسكرية.
ختاماً، في رئاسة ترامب الأولــى كــان يبرر خروج الولايات المتحدة الأميركية من «الاتفاق النــووي» بأن إيران تزعزع أمن المنطقة بسبب تدخلاتها في الدول الأخرى، ويجب أن يشمل أي اتفاق مع ايران هذه المسألة، بالإضافة إلى قضية النووي، ولكن بعد تداعيات حرب 7 أكتوبر، لم يعد شرط وقف التدخلات الايرانية في المنطقة مهماً جدا بعد انهيار أذرعها عسكريا، ولكن ربما شرط الحد من حصول إيران على تكنولوجيا صاروخية متطورة مازال مطروحا، ولكن من المستبعد أن توافق عليه إيران، وربما تكون هذه المسألة هي الحد الفاصل بين نجاح المفاوضات الأميركية- الإيرانية أو فشلها.