أعلنت دولة الكويت مؤخرا عن فتح أبوابها للزائرين من مختلف دول العالم عبر تسهيلات كروت الزيارة السياحية، وهو قرار يحمل في طياته العديد من المنافع الاقتصادية والاجتماعية، ويعكس رؤية الدولة في تعزيز مكانتها كوجهة واعدة على خارطة المنطقة.
قد يظن البعض أن السياحة تعني فقط حمامات السباحة أو مدن الألعاب، لكن المفهوم أوسع وأعمق من ذلك. فالسياحة هي حركة بشرية واقتصادية تدخل معها أفكارا جديدة، وتمنح أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة فرصة للانتقال من النمط التقليدي إلى مشروعات مبتكرة تسهم في تحسين بيئة العمل، وتعزز روح التفاؤل والطموح نحو أنشطة منتجة تدعم الاقتصاد الوطني وتفتح آفاقا للتنمية.
إضافة إلى ذلك، فإن وجود شركات عالمية عاملة في الكويت يجعل من هذه الخطوة عاملا مساعدا لتسهيل أعمالها، حيث لم يعد دخول كوادرها واستقدام خبرائها يتطلب شهورا من الانتظار كما كان في السابق، بل أصبح الآن أكثر سرعة وسلاسة، مما ينعكس على سهولة الاجتماعات والتنسيق والمشاريع المشتركة.
أما من الناحية الأمنية، فقد أثبتت الكويت قدرتها وكفاءتها العالية في إدارة الوفود والزائرين، وهو ما تجلى بوضوح خلال استضافة دورة الخليج الأخيرة، حيث نجحت الأجهزة الأمنية في تأمين الفعاليات بحرفية شهد بها الجميع، مما يعكس استعداد الدولة لاحتضان زوارها في بيئة آمنة ومستقرة.
في النهاية، يبقى قرار فتح الكويت للسياحة خطوة استراتيجية مهمة نحو الانفتاح الاقتصادي والتواصل الحضاري، ويؤكد على ثقة الدولة في قدراتها وإيمانها بأن الحاضر والمستقبل مرهونان بالتعاون مع العالم.
حفظ الله الكويت وأدام عليها الأمن والاستقرار.