الجميع يتمنى أن تصبح الكويت رائدة في كل المجالات التنمــويـة الاقتصادية والعلمية والسياسية بالعمل الجاد والإخلاص، حيث أكد صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، في خطابه الذي أعلن فيه تعليق أعمال مجلس الأمة، على مرتكزين أساسيين هما: محاربة الفساد والعمل على نهضة البلاد. هذه الخطوة جاءت في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وترسيخ مقومات التنمية الشاملة.
وتثبت التجارب الدولية أن مواجهة التحديات تتطلب وضوح الرؤية وحزم القرار. فعلى سبيل المثال، عندما تولى الرئيس الصيني شي جين بينغ الحكم في مارس 2013، أعلن أن الصين لن تكون دولة ضعيفة أمام العالم، متبنيا سياسة صارمة في مكافحة الفساد، واضعا هدفا يتمثل في جعل الصين قوة اقتصادية كبرى. وبعد عشر سنوات من هذه الرؤية الحازمة، أصبحت الصين إحدى أكبر القوى الاقتصادية في العالم.
خلال العام الماضي، شهدت الكويت استقرارا أمنيا وسياسيا انعكس على المجتمع، حيث تعزز الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى الجميع، وتراجعت مظاهر الاستقطاب التي كانت تعيق مسيرة التنمية.
الكويت اليـوم لا تسعى إلى التحول إلى مـركز اقتصادي عالمي، بل تركـــز على استكمال مسيرتها التنموية والحفاظ عـلـى مكانتـها الاقتصادية في المنطقة، مع الاستفادة من تجارب الــدول الأخرى التي حققت نهضــتها عبر سياسات الإصلاح الجاد والمواجهة الحاسمة للتحديات.
إن الحفاظ على قوة الدولة واستمرار دورها الإقليمي يتطلب تضافر الجهود خلف القيادة، بما يضمن تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
اللهم احفظ الكويت وأدم عليها الأمن والأمان.