صرح وزير التربية مؤخرا بأن المناهج التعليمية تفتقر إلى مادة مستقلة تعزز القيم الاجتماعية والانتماء للوطن، وهذه حقيقة تستحق الوقوف عندها، فالمجتمع لا ينهض بالعلم وحده، بل بالقيم التي ترسخ في نفوس الناشئة منذ الصغر.
هناك فرق جوهري بين التربية والرعاية، فالآباء يربون أبناءهم ويغرسون فيهم الحب والاحترام، بينما الدولة تقدم الرعاية من تعليم وصحة وأمن وضمان لمقومات الحياة الكريمة، أليس من حق الدولة أن يعترف لها بالفضل والمكانة، وأن يترجم هذا الاعتراف إلى وفاء وإخلاص من أبنائها؟
القيم الاجتماعية ليست شعارات ترفع، بل هي سلوك يومي يعكس انتماء المواطن ووعيه بمسؤوليته تجاه وطنه، ومن أبرز الأمثلة العالمية ما قاله الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي في خطابه الشهير «لا تسأل ما الذي يقدمه وطنك لك، بل اسأل ما الذي يمكنك أن تقدمه لوطنك»، هذا التعبير يلخص المعنى العميق للانتماء، التضحية، والولاء للدولة التي ترعى أبناءها.
من دون ترسيخ هذه القيم، يصبح المجتمع هشا، وتفقد الدولة سندها الحقيقي وهو المواطن الواعي، إن تعزيز الانتماء ليس ترفا بل ضرورة، تبدأ من المدرسة وتكرس في الإعلام وتمارس في البيت والعمل.
ختاما، لا يجوز أن نبخس حق الوطن، فهو الحضن الذي يجمعنا والسقف الذي نحتمي به، ولولا وجود الدولة ورعايتها لما استطعنا أن ننعم بالأمن والاستقرار، فالوفاء للوطن واجب، والتضحية من أجله شرف، وغرس هذه المبادئ في الأجيال هو الطريق الأمثل لبناء مجتمع قوي يفاخر بأبنائه.