لطالما كانت جهود دول مجلس التعاون الخليجي منارة واضحة في المحافل الدولية والإقليمية وعلى الصعيد العربي بشكل خاص، وفي أكثر من موقف وفي أكثر من بؤرة خلاف وحرب حصلت في العديد من بؤر الصراع في العالم، فقد كانت جهودها المبذولة في فترات ماضية منصبة على رأب الصدع بالعلاقات بين الدول. على صعيد المثال لا الحصر، نجد ذلك جليا في صراع الإخوة الأشقاء بالسودان، حيث كانت جهود دول الخليج لتقريب وجهات النظر كبيرة ونشطة بشكل مميز، فنظمت المؤتمرات تلو المؤتمرات واللقاءات على أرضها، وكانت جهود بناءة وذات تأثير كبير أسفر عن نتائج إيجابية كانت بداية مهمة على طريق الحل، كما بذلت الكثير من الجهود المضنية لتحقيق السلام المنشود. وتأتي جهود دول الخليج لمساعدة الشعوب في التخفيف من معاناتها جراء الحروب وتلك الصراعات، ويضاف إلى ذلك يقينها التام بأن هذا الهدف يخدم واقع الأمة العربية ويرفع من شأنها بين الأمم والمجتمعات والدول في العالم أجمع.
من هنا، ومن هذا المنطلق، فإنه لابد لنا من الإشارة إلى الجهود الدولية الأخرى التي كان لها وقع كبير في مسيرة تحقيق السلام ووقف الحرب الروسية ـ الأوكرانية. بالإضافة إلى ذلك نقول إن جهود مجلس التعاون لطالما تبنت الكثير من مبادرات السلام لتقريب وجهات النظر بين أطراف نزاع عديدة في العالم أجمع، وهو ما أشاد به العديد من المراقبين الدوليين، وفي مواقع الصراعات المختلفة بالعالم، كما إن رؤية دول مجلس التعاون الخليجي تحظى بالثقة والمصداقية في المجتمع الدولي.
ومما يجدر ذكره أيضا في هذا الصدد وجود الكثير من المبادرات المهمة على صعيد التوفيق بين أطراف الصراع، والذي كان له تأثير إيجابي كبير على صعيد التخفيف من معاناة الشعوب التي عانت كثيرا من ويلات الحرب والمجاعة جراء تلك الصراعات، ونجحت بالعديد من المواقف في وقف تلك الحروب، كما دعمت تثبيت السلام من خلال علاقاتها ودعمها تحقيق ذلك السلام، فبوركت تلك الجهود، ونسأل الله استدامتها وجعل دول الخليج داعما وسندا لكل الشعوب التي تعاني من الصراعات والخلافات والحروب، والله ولي التوفيق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com