يعد القرآن الكريم مصدرا أساسيا للمعرفة وتربية النفس، حيث يرشد الأفراد ويؤسس لمجتمعات قائمة على القيم والأخلاق. في الكويت، كان للقرآن دور محوري في ترسيخ الهوية الثقافية والدينية، وتعزيز النهضة التعليمية، وتكريس مبادئ التكافل الاجتماعي، مما انعكس على تطور المجتمع الكويتي عبر الأجيال.
وفي هذا السياق، أصبح من المهم تكوين شخصية الشباب الكويتي بما يتماشى مع قيم القرآن الكريم من جهة، ومع متطلبات العصر الرقمي من جهة أخرى. من خلال دمج المعرفة الدينية مع المهارات الرقمية الحديثة، يمكن إعداد جيل قادر على التفاعل بشكل إيجابي مع التحديات المعاصرة، محافظا في الوقت نفسه على هويته الثقافية والإسلامية.
في الكويت، ساهمت الكتاتيب التقليدية منذ نشأتها في محو الأمية وتعليم مبادئ الدين، وكانت الأساس في بناء النهضة التعليمية. ومع تطور الزمن، استمر دور القرآن في نشر المعرفة من خلال مراكز التحفيظ والمؤسسات الشرعية التي تواكب العصر، بالإضافة إلى الوسائل الحديثة، مثل التطبيقات الإلكترونية والمواقع المتخصصة التي تتيح تعلم القرآن بسهولة، مما جعل الثقافة القرآنية عنصرا فاعلا في المجتمع الكويتي.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الكويت على دمج الشباب في هذا العصر الرقمي عبر برامج تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل تطبيقات القرآن الكريم على الهواتف الذكية، والدورات التدريبية عبر الإنترنت التي تدمج العلوم الشرعية مع مهارات العصر، مما يساعد النشء الكويتي على الحفاظ على توازنه بين تراثه الثقافي واحتياجاته المعاصرة.
ويقدم القرآن الكريم منهجا أخلاقيا متكاملا، حيث يدعو إلى تزكية النفس وتهذيب السلوك، كما في قوله تعالى (قد أفلح من زكاها) (الشمس: 9). هذه القيم انعكست على المجتمع الكويتي، حيث تسود روح التسامح والتراحم، وتكثر الأعمال الخيرية التي أصبحت جزءا من الهوية الكويتية، ما جعل البلاد رائدة في العمل الإنساني على مستوى العالم.
كذلك، كان للقرآن الكريم دور في صياغة التشريعات الكويتية التي تستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، ما ساعد في تحقيق العدالة والاستقرار، كما أن روح التعاون والتراحم المستمدة من تعاليم القرآن تظهر جليا في المبادرات الخيرية ودعم المحتاجين داخل الكويت وخارجها.
فضلا عن ذلك، فإن المؤسسات التعليمية الدينية في الكويت، التي تقوم بتدريس العلوم الشرعية وفقا للقرآن والسنة، أسهمت في إعداد أجيال قادرة على الحفاظ على الهوية الإسلامية والمساهمة في تقدم المجتمع. في الوقت نفسه، تركز مؤسسات أخرى على تدريب الشباب الكويتي على المهارات الرقمية، ما يمكنهم من المشاركة الفعالة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل البرمجة والذكاء الصناعي، مع الحفاظ على هويتهم الثقافية والروحانية.
القرآن الكريم يظل مصدرا للعلم والحكمة والهداية مؤثرا في بناء الأفراد وتطوير المجتمعات.
شخطة قلم: وكما قيل: «ليست المعرفة أن تمتلك المعلومات، بل أن تمتلك الحكمة في توظيفها»، فإن القرآن يبقى المصدر الأسمى للحكمة التي تقود المجتمع نحو التقدم والرقي وإعادة إحياء القيم الإسلامية في نفوس الأفراد والمجتمع.
وفي ظل العصر الرقمي، يجب أن يسعى الشباب الكويتي إلى دمج هذه القيم مع الابتكار والتطور التكنولوجي لضمان تحقيق التوازن بين الحضارة الإسلامية والحديثة.