يوميا تجوب ضواحينا شاحنة بلدية صفراء لا تأخذ أكياس الزبالة، أعزكم الله، ولا تقترب منها حتى لو طلبت منها، بل يرفض سائقها بشدة ويقول لك بكل عصبية «مو شغلي».
غريبة إذا ما هو شغله؟ شغله الله يسلمكم هو و3 عمال فوق الشاحنة يجمعون كل ما ترميه البيوت خارج أكياس القمامة السوداء كالأثاث والأجهزة والملابس والخشب والكراتين بل ومخلفات الاشجار أيضا. باختصار كل شيء تتخلص منه البيوت الكويتية خارج إطار القمامة العادية هو مسؤوليتهم يأتون بعد شاحنة القمامة العادية بساعتين ثلاث ثم يجمعون تلك الأشياء ويذهبون بها. إلى أين؟ صراحة لا أعلم. لكن مرة من باب الفضول تبعتهم حتى وقفوا عند حائط احدى المدارس وسألت السائق وين تروحون بهذه الأغراض؟ رد علي: إلى محرقة البلدية.
اقتراحي بسيط وهو باختصار «جحا أولى بلحم ثوره». طيب شعلاقة جحا والثور ولحمه بسيارة البلدية؟ الإجابة هي ان مكونات تلك الشاحنة الصفراء التي تغادر ضواحينا كل يوم بالتأكيد لها سعر حتى وان كان ضئيلا فالأولى بدلا من ارسالها للمحرقة تجمعها سيارة البلدية وتنزلها في إحدى الساحات الترابية المخصصة لها في كل ضاحية وهناك تعرض للمزاد بكامل حمولتها نظام (As you see it) نعم نظام مزاد لا أمزح.
بس أعطيكم فكرة عن قيمة تلك الأشياء التي ترميها البيوت الكويتية، فقد تعاقدت احدى الجمعيات التعاونية مع احدى الشركات على اعطائها حصريا حق نقل الكراتين التي ترميها تلك الجمعية مقابل 400 في الشهر. تصوروا 400 في الشهر مقابل الكراتين التي ترميها جمعية واحدة، فما بالكم بالكراتين التي يرميها ألف بيت في كل ضاحية؟! اتوقع تضيف صفر على الـ400.
هذا فقط جزء واحد من مخلفات البيوت الكويتية، فما بالكم بباقي الأشياء كالأثاث والملابس والاجهزة المستعملة؟
حصيلة البيع تذهب إلى مكان اسمه صندوق المنطقة يشرف عليه أهالي المنطقة ويصرف بمعرفتهم واختيارهم في أي شيء له مصلحة للمنطقة او حتى توزيع مردوده نقدا على أفرادها واحدا واحدا (مو شينة).
الاقتراح لوزير البلدية النشط والذي نسمع عنه اخبارا وانجازات جميلة كل يوم الأخ الفاضل عبداللطيف المشاري مع كل الاحترام والتقدير.
نقطة أخيرة: كل يوم تغادر ضواحينا كنوز قيمة نحن أولى بمردودها. صندوق المنطقة، توكلنا على الله.
@ghunaimalzu3by