الفرص لا تموت.. لكنها تغير أبطالها. في كل مشهد انسحاب، هناك متفرج يفسر، وصياد يتحرك، ومثابر لا يلتفت. بعضهم يغادر ساحة السباق بعد أول صدمة، وآخرون يراقبون في صمت، لكن قلائل فقط هم من يكملون السباق عندما تتساقط الأسماء من حولهم.
هذا المقال ليس تحفيزا سريعا، ولا حكاية نجاح منمقة، بل هو مواجهة صريحة مع أكثر الأسئلة إيلاما: لماذا لا نكمل، ولماذا يتم الآخرون ما بدأناه؟
يبدو النجاح أحيانا كجرس لا يقرع إلا لمن عرف توقيته. وكأن العالم يقسم فرصه على قلة، ويترك البقية يتساءلون: لماذا لم يفتح الباب لي؟ ومع تراكم الأسئلة، تمتلئ المقاهي بالتحليلات، وتصاغ نظريات جديدة عن «الحظ» و«الواسطة» و«ورثة الذهب».
لكن النجاح، في جوهره، لا يحب الضجيج، إنه يختار الصامتين الذين يعملون من دون جمهور، الذين يستمرون رغم التباطؤ، ويصدقون الطريق حتى حين لا تظهر له نهاية.
بعض الإنجازات تبدأ على الورق، في الظلام، دون هتاف، دون دعم. تمضي وحدك… تتعثر، تخطئ، ولا يصفق لك أحد، لكنك تكمل، لأنك تعرف: أنه لا أحد سيحفر الحلم عنك.
والطريق؟ لن يكون سهلا. ستشعر بالتعب في المنتصف، ستفقد الاتجاه، وربما الشغف. البعض ينسحب هنا، لا لأن الهدف تغير، بل لأن الإحباط سبق الخطى. والغالبية.. تختار الجلوس. يشاهدون الركض عن بعد، يتبادلون التحليلات، ويستمتعون بدور «المتفرج الذكي».
وفي الزوايا؟ يقف «الصياد»، لا يحفر، ولا يحلم، لكنه يترقب لحظة انهيارك، ليخطف الفرصة من يديك.
هو لا يبني مجده، بل ينتزع ما كدت تصل إليه. والنتيجة؟ يكتب اسمه في نهاية قصة لم تبدأ به.
مثل تلك القصة القديمة لرجلين حفرا أرضا بحثا عن الذهب، ثم انسحبا بعد أول خيبة، ليأتي ثالث لم يتعب، لكنه تابع من حيث توقفا... ووجد الكنز على بعد إنشات.
ليست بطولة أن تبدأ، لكن البطولة أن تكمل.. حين يتوقف الآخرون.
الفرص لا تصرخ ولا تلوح، هي تمر بهدوء وتنادي من يعرف صمتها.
والمتفرج سيحكي القصة لاحقا، والصياد سيظهر في الصورة.. لكن السؤال الحقيقي: هل ستكون أنت من يكمل السطر الأخير؟..
أم سترحل قبل النهاية، وتترك نفسك الأخير يقال باسم غيرك؟
Instagram: @hamadaltamimiii