تؤكد العديد من المؤسسات الإنسانية أن أحد أهم أهدافها خدمة الإنسانية وتوفير كل ما هو ضروري لتحقيق ذلك في مختلف مناحي الحياة.
في عصر تتسارع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، يزداد أهمية طرح سؤال جوهري: هل المسؤولية الاجتماعية مجرد رفاهية اقتصادية، أم التزام أخلاقي ضروري لبناء مجتمع مستدام؟
ماذا تعني المسؤولية الاجتماعية؟
عرفت غرفة التجارة الدولية (ICC) المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال بأنها جميع المحاولات التي تسهم في تطوعهم لتحقيق تنمية أخلاقية واجتماعية. وبذلك تعتمد المسؤولية الاجتماعية على المبادرات الحسنة من رجال الأعمال دون وجود إجراءات قانونية ملزمة.
تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي: المسؤولية الاجتماعية ليست مجرد مبادرة إضافية أو عمل خيري عابر، بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من النسيج الأساسي لأي مؤسسة تسعى للبقاء والازدهار في سوق سريع التغير، لذلك لم تعد الشركات الكبرى تقاس فقط بأدائها المالي، بل باتت مسؤولة أيضا عن آثارها الاجتماعية والبيئية على المجتمعات حول العالم.
إن الاستقرار النفسي والاجتماعي لا يتحقق بالقوانين وحدها، بل بالشعور بالعدالة والانتماء، لذلك تلعب المسؤولية الاجتماعية دورا محوريا في تقليص الفجوات الاجتماعية، وتعزيز فرص الوصول المتكافئ إلى الموارد، مما يعزز ثقة الفرد تجاه المؤسسات ويزيد من ولائه والتزامه.
كما تسهم المسؤولية في كسب ثقة العملاء وتعزيز الوعي، ولها أثر عالمي في مكافحة قضايا مثل المجاعة، الصحة العامة، والتغير المناخي.
ما معايير المسؤولية الاجتماعية؟
يعبر معيار المسؤولية الاجتماعية (SRN) عن التزام أخلاقي يدعو الى الإسهام في رفاه المجتمع حتى في غياب المنفعة بشكل مباشر.
أبرز التحديات: تشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى تحديات عدة منها:
٭ التحديات الاقتصادية والمالية.
٭ مواءمة أهداف الربحية مع الأهداف الاجتماعية.
٭ قضايا الشفافية والثقافة المؤسسية.
٭ نقص الموارد اللازمة لتفعيل المبادرات.
ولكن .. هل يمكن تفعيلها بشكل أوسع؟
بالطبع. يمكن تحقيق ذلك عبر عدة خطوات جوهرية. من أهمها ترسيخ المفهوم في المناهج الدراسية ، تمكين الشباب ليكونوا فاعلين في صناعة المبادرات الاجتماعية، تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر تقديم امتيازات مقابل مساهمتها، إعادة تعريف دور الإعلام ليصبح شريكا في التغيير عبر تسليط الضوء على النجاحات.
HamadMadouh@
hamedmadouh919@hotmail.com