منذ زمن وأنا أنتظر هذا اليوم، كويت بلا مجلس متأزم، فقد مرت فترات طويلة ولم نر لمجلس الأمة أي صدى يذكر، سوى ضياع الجهد والوقت والأموال فيه يفوق أي تطور يمكن أن تلمسه على أرض الواقع، ناهيك عن الصورة التي تفنن في نشرها أغلب الأعضاء من خلافات وصراعات ليس لها أي صلة بالديموقراطية والتطور والرقي السياسي، لا أخفيكم أني كنت أخجل من بعض المقاطع التي تنتشر من قاعة المجلس، فهل هذا المجلس الذي يمثلنا؟! هل لم يحسن الشعب الاختيار رغم تغير وجوه كثيرة أم أن هناك مشكلة أعمق؟! إنني متأكدة من شيء واحد أن هذا المجلس ساهم في تأزيم الأوضاع، وفي تأخر عجلة التنمية بشكل من الأشكال، وإننا بحاجة لحقبة حديدة بعقول فذة حازمة، بخطط ممنهجة لدفع عجلة التنمية والتطور ورسم الحرية المدروسة. وأنا هنا لست ضد الديموقراطية ومجلس يمثل الأمة، ولكن بطريقة صحيحة، وإلا فلا.
لست بسياسية ولكني أحب الكويت، كنت دائما أتساءل: كيف نكون ـ كدولة ـ على طريق التنمية الصحيح، دولة غنية بمساحة جغرافية ليست بالكبيرة؟ فكان أحد الحلول التي توصلت لها أن يتم التعاقد مع جهات عالمية في شتى المجالات الاقتصادية التعليمية والصحية والتخطيط للبنية التحتية، يتم التخطيط والتعاقد معها لتنفيذ أعلى معايير الجودة، فلا شيء ينقص الكويت لا مادة ولا عقول نيرة، ما نحــتاج إليــه ونلناه أخيرا إدارة حازمة دون منغصات وعراقيل تبطئ عجلة التنمية.
أجــد سنغافورة من أفضل وأجمل النمـــاذج على التطور، والنهوض من خـــلال تحولها من دولة نامية بعد استقلالها سنة 1965 إلى دولة متقدة ذات اقتصاد مرتفع الدخل في عقود قليلة، إضافة إلى ذلك أصبح نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من بين أعلى المعدلات في العالم، كما أنها تحتل مرتبة عالية في التصنيفات المتعلقة بنوعية الحياة من ناحية التعليم والإسكان ورأس المال البشري والرعاية الصحية والعمر المتوقع والأمان والشفافية. في أحدث إحصائية لمؤشر التنمية البشرية صنفت سنغافورة كأعلى دولة ذات سيادة في آسيا ومازالت تحتل مرتبة عالية على مؤشر التنمية البشرية المعدل حسب بيانات التفاوت، تعتبر أيضا واحدة من أكبر البلدان سلاما في العالم على مؤشر السلام العالمي. من كتاب نموذج سنغافورة بتصرف.
سعداء متفائلون يا كويت بمرحلة جديدة وفريدة من نوعها، مرحلة تسير فيها عجلات التنمية باتساق وتناغم بقيادة حكيمة عادلة، تنبذ الفساد والمفسدين دون تفرقة، نسير فيها على خطى واضحة، لتكون للكويت الهيبة التي تستحقها، وتعود كما كانت عروس الخليج.