الإدمان هو الرغبة القهرية للاستمرار في القيام بنشاط معين أو تعاطي المادة المخدرة والحصول عليها بأي وسيلة مع الميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة، مما يؤدي إلى الاعتماد النفسي والجسدي والتأثير الضار على الفرد والمجتمع.
ويعرف المدمن بأنه الشخص غير القادر على التوقف عن فعل أو أخذ أو استخدام شيء معين، بحيث تؤدي عدم القدرة على التوقف إلى إيصاله لمرحلة تلحق الضرر به نفسه.
ويؤثر الإدمان على عمل الجسم والدماغ مما يترتب عليه أضرار ومشاكل وخيمة على الفرد والمجتمع وعلى العلاقات الاجتماعية وأماكن العمل والدراسة.
ويتنوع الإدمان بين الإدمان على استخدام مواد معينة مثل الكحول والمخدرات والنيكوتين أو على سلوكيات معينة مثل لعب القمار وتصفح الإنترنت ولعب الألعاب الإلكترونية، ويتدرج الإدمان في مراحل متعددة، حيث إن الفرد في البداية يبدأ بتجربة المادة أو النشاط من باب الفضول أو لتجربة شيء جديد ثم بعد التجربة الأولى يقوم بتكرارها بانتظام وعند تعود الجسم عليها يقوم الفرد باستخدام المادة أو النشاط بشكل مفرط، مما يؤثر على صحته الجسدية أو النفسية أو العلاقات الشخصية، وبعد ذلك يصبح معتمدا عليها ويشارك فيها بشكل يومي حتى في ظل ظهور أي آثار سلبية، وفي هذه المرحلة يؤثر الإدمان بشكل كبير على حياة الشخص وقدرته على التوقف عن سلوكه الإدماني.
وتوجد عوامل كثيرة قد تسبب الإدمان كالعوامل الوراثية، حيث إن الوراثة تلعب دورا كبيرا في قابلية الشخص للإدمان فيمكن أن يصاب الفرد بالإدمان نتيجة لوجود صفات جينية معينة تجعله أكثر عرضة لتطور الإدمان بعد ممارسة بدء نشاط أو استخدام مادة قابلة للإدمان وتلعب العوامل البيئية وخاصة للمراهقين دورا مهما لتسبب الإدمان بسبب التفكك الأسري أو الضغط من قبل الأصدقاء لتجربة مادة أو ممارسة بعض الأنشطة التي تسبب الإدمان أو ضعف العلاقات الاجتماعية، وكذلك فإن العوامل النفسية قد تسهم في تسبب الإدمان مثل التوتر النفسي أو الحزن والاكتئاب أو الفصام أو فقدان الثقة بالنفس أو ضغوطات الحياة أو وجود نقص أو فراغ عاطفي لدى المدمن.
ويخــتلف علاج الإدمان من شخص لآخـــر، كـــما أن كل مادة أو سلوك تم الإدمان علــيه يتطلب تقنيات مختلفة للتغلب عليه ومن الضروري التركيز على فهم الفرد لحالته الصحية وطبيعة الإدمان وعدم إنكاره لذلك، إذ إن العلاج يعتمد على إزالة السموم من الجسم وصرف الأدوية الخاصة بالعلاج بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي، ولا نغفل أن الوقاية خير من العلاج فيجب التحدث مع الأطفال والشباب عن مخاطر الإدمان الصحية والنفسية والاجتماعية وتقوية علاقات الأطفال والشباب بذويهم والاستماع إلى مشاكلهم ومساعدتهم في حلها حتى لا تسبب لهم ضغوطا نفسية وعدم استخدام أسلوب العنف معهم. وأدعو الله أن يحمي جميع الشباب من مخاطر الإدمان والسلوكيات الخطرة التي تؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية والاجتماعية.