الصــداقة هي عــلاقة اجتماعية ورابطة مودة دائمة بــين شخصين أو أكثر على أساس الثقة والتعاون بينهم وهي علاقة إنسانية مبنية على الصدق والتفاهم، وتتميز علاقة الصداقة بصفات شخصية إيجابية مثل اللطف والكرم والولاء. فالصديق الصدوق هو قطعة من الروح ولا يمكن الاستغناء عنه لأنه يقف مع صديقه في السراء والضراء وهو مرآة صديقه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة». فالصديق الحقيقي هو من تجد ذاتك معه كما أنت، يحملك دوما على محامل طيبة، يعذرك، يحفظ غيبتك، يمسه ما يمسك، فيحزن لما يحزنك، ويفرح لأفراحك وكأنها تعنيه وتجد للصدق والصفاء والنقاء حضورا أصيلا معه فهو يفهمك بلا كلمات وهو من يصدقك بلا أدلة وينصحك بدون أغراض ويحبك بدون أسباب ويعرفك من دون مصالح. ويعرف الصديق الحقيقي بأنه من يقدم الدعم والتشجيع لصديقه حيث يشعر بالثقة والسعادة ويمنحه الطاقة الإيجابية ويستمع جيدا لصديقه ويتواصل معه باستمرار ويشاركه في جميع القصص والأسرار ويحفظ سره ولا يفشيه لأي شخص.
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيرا من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به». فالأصدقاء يقدمون الدعم اللازم في جميع الأوقات سواء كانت سعيدة أو عصيبة ويمنعك وجودهم من الشعور بالوحدة ويقدمون الدعم الدائم ويساندون بعضهم في جميع الأوقات وفي جميع المواقف. هل تساءل كل شخص عن أصدقائه وهل هم أصدقاء حقيقيون أم زائفون؟ لابد من معرفة الصديق الحقيقي من صديق المصالح فالصديق الحقيقي لا يخذلك ولا يتخلى عنك وخاصة عندما تكون في ظروف صعبة أما صديق المصالح عندما تنتهي مصالحه يبعد عنك ولا يتواصل معك لانتهاء هدفه من الصداقة.
فالصــداقة هي الود والمحبة والانسجام وحسن النــية والصديق الحقيقي هو الذي يقف بجانيك ويعـــشينك على الدنيا ويذكرك بالآخرة ويأخذ بيدك إلى الخير ولا يتركك في محطات الضعف. إن الصداقة كنز من كنوز الدنيا فمن يمتلكها فإنه امتلك كل شيء وهي علاقة بين شخصين أو أكثر دعائمها الحب والمودة والاحترام، والصديق هو بمثابة الأخ الذي لم تلده أمك بل ولدته لك الظروف وأبارك لمن امتلك صديقا صدوقا لا يتخلى عنه في الظروف الصعبة ويسانده في جميع الأوقات والمواقف.