الذكاء الاصطناعي هو خصائص تتسم بها البرامج الحاسوبية فتحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على حالات لم تبرمج سابقا. ويمكن أن يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه ذكاء تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها وبه تصنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك بشري، فهو فرع من علم الحاسوب والكثير من المؤلفات تعرفه بأنه دراسة وتصميم العملاء الأذكياء.
ويتنوع الذكاء الاصطناعي بين الضيق والفائق، حيث إن الذكاء الاصطناعي الضيق هو الذي يتخصص في مجال واحد، فمثلا هناك أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها التغلب على بطل العالم في لعبة الشطرنج، وهو الشيء الوحيد الذي تفعله، أما الذكاء الاصطناعي الفائق فهو فكر أذكى بكثير من أفضل العقول البشرية بكل مجال تقريبا، بما في ذلك الإبداع العلمي والحكمة العامة والمهارات الاجتماعية.
وقد وضع الباحثون الأوائل في علم الذكاء الاصطناعي الخوارزميات التي تحاكي التفكير المنطقي المتسلسل الذي يمارسه البشر عند حل الألغاز ولعب الطاولة أو الاستنتاجات المنطقية. وفي الثمانينيات والتسعينيات أدت الأبحاث إلى التوصل لوسائل ناجحة للغاية للتعامل مع المعلومات غير المؤكدة أو غير الكاملة، مستخدمة في ذلك مفاهيم من الاحتمالية والاقتصاد. أما بالنسبة للمشاكل الصعبة، فمعظم هذه الخوارزميات تتطلب موارد حسابية هائلة مما يؤدي إلى «انفجار دماغي»، أي يصبح مقدار الذاكرة أو الوقت اللازم للحواسيب فلكي عندما تتجاوز المشكلة حجما معينا ولذلك فإن البحث عن خوارزميات أكثر قدرة على حل المشكلات هو أولوية قصوى لأبحاث الذكاء الاصطناعي.
واستخدم الذكاء الاصطناعي بنجاح في العديد من المجالات من بينها النظم الخبيرة ومعالجة اللغات الطبيعية وتمييز الأصوات وتمييز وتحليل الصور وكذلك التشخيص الطبي وتداول الأسهم والتحكم الآلي والقانون والاكتشافات العلمية وألعاب الفيديو ولعب الأطفال ومحركات البحث على الإنترنت. ويتسبب الذكاء الاصطناعي في ضعف المهارات البشرية بسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا مما يجعل الإنسان أكثر كسلا بعد توكيل الكثير من الأعمال إلى الروبوتات مما يقتل الإبداع تدريجيا ويمكن إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل البشر أو استغلاله في الهجمات الإلكترونية أو التلاعب بالناس لذلك يتحتم إصدار تشريع خاص لاستخدام الذكاء الاصطناعي للحد من السلبيات التي قد يتسبب فيها للبشرية، وهذا ما تم التأكيد عليه في الملتقى الإعلامي العربي الذي عقد بالكويت في الفترة من 10-12 مايو من هذا العام بحضور نخبة من الإعلاميين والباحثين العرب.