إن كل ما يجري في هذا الكون هو بقضاء الله وقدره، وهو الذي يقدر الخير والصلاح لكل البشر، ولهذا يجب على الإنسان أن يؤمن إيمانا قويا وثابتا بقدرة الله سبحانه وتعالى وأنه هو الوحيد القادر على كل شيء.
ونظرا للظروف السياسية والإقليمية المتوترة، فلابد أن يلتزم الجميع بالهدوء والاطمئنان واليقين بأن الله عز وجل سيختار لنا الأفضل في حياتنا كلها.
ولابد لكل شخص أن يقوي يقينه بالله تعالى بتلاوة القرآن الكريم وتدبره وسماعه والتفكر في مخلوقات الله، والنظر في سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتزام الدعاء للرزق باليقين.
والنظر في سير الصالحين من سلف أمتنا الإسلامية وإيمانهم بالله الذي لم يتزعزع رغم المصائب والبلايا، ولم تفتنهم السرائر والعطايا أيضا.
وكذلك يجب الحرص على مجالسة الصالحين وقراءة الكتب العلمية بالكون وكيف يدبر الله عز وجل لنا هذا الكون بأسره وعدم سماع المتشككين أو الجلوس إليهم.
اليقين بالله هو أرقى درجات الإيمان بالله ومن صفات أهل التقوى والإحسان، وقال تعالى: (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو بالآخرة هم يوقنون) سورة النمل: 3. إن اليقين يزيل الشك والسخط، ويملأ القلب نورا وإشراقا ورجاء وخوفا من الله ومحبته والرضا بما قدر له، وهو من أسباب زيادة أعمال القلوب كالتوكل والإنابة والخشية وإحسان الظن بالله تعالى والبعد عن التشاؤم والريبة.
ونظرا للظروف السياسية والإقليمية المحيطة بنا، فلابد أن يلتزم كل شخص بمتابعة الأحداث من مصادرها الموثوقة وعدم الاستماع إلى كل من تسول له نفسه بنشر الذعر والخوف من المستقبل، لأن كل هذا الكون لا يسير إلا بأمر من الله سبحانه وتعالى، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
ولذلك، فإن اليقين بالله وقدرته والاطمئنان لما يقدره للجميع ضرورة ملحة، لأن الله خلق الإنسان من العدم ومهد له الأرض ورفع له السماء وأرسخ له الجبال وأمده بجميع النعم لكي يعيش حياة طيبة تتوافر فيها كل مقومات الحياة، ولهذه الأسباب يجب الثناء والشكر لله عز وجل فهو الوحيد القادر على رد أي أذى أو ضرر على الإنسان.
وأتمنى من الجميع عدم نشر أي شائعات أو ترويج أي أكاذيب أو أضاليل أو ما يثير الفتن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال».
إن نشر الفتن والشائعات هو من شأن المنافقين وضعاف النفوس ومن الكبائر عند الله؛ لأنها تربك صانعي القرار وتدفعهم للتسرع أو الإبطاء في بعض القرارات المهمة وتضعف الجبهة الداخلية للمجتمع وتؤثر سلبا على المجتمع.
ولذلك يجب على كل شخص التثبت من أي أخبار تنشر وعدم نقلها للآخرين ومراجعة المصادر الموثوقة للتأكد منها ومراعاة الحكمة والتصرف بمسؤولية وأمانة واليقين بالله.