يعرف العنف الأسري طبقا لمنظمة الصحة العالمية بأنه مجموعة من الأعمال القسرية الجنسية والنفسية والبدنية المستخدمة ضد النساء الراشدات والمراهقات من قبل الشركاء أو السابقين من الذكور، ولا يقتصر العنف الذي تتعرض له النساء في كثير من الأحيان على الزوج الحالي فقط بل قد يشمل أيضا الأزواج السابقين وأفراد الأسرة الآخرين مثل الوالدين والأشقاء والأصهار.
وغالبا ما يعتقد المعتدي بالعنف أنه حق له أو أمر مقبول أو مبرر أو من غير المحتمل الإبلاغ عنه. وتتعدد أسباب العنف الأسري حيث انها قد تحدث بسبب السمات الشخصية والخصائص العقلية لمرتكبها مثل الانفجارات المفاجئة للغضب وضعف احترام الذات وكذلك بعض النظريات الاجتماعية التي تنظر في العوامل الخارجية لمرتكبها مثل كيان الأسرة والضغط والتعلم الاجتماعي، وهناك الكثير من النظريات حول الأسباب التي تدفع أي فرد للتصرف بعنف تجاه شريكه العاطفي أو أفراد عائلته.
وكذلك، فإن البيئة الاجتماعية والاقتصادية تؤثر على السلوك السلبي ضد الطفل فالمجتمعات الفقيرة والنامية تعاني من أسباب اقتصادية مادية صعبة مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر والإحباط والصراعات الداخلية مع أنفسهم مما ينعكس على الأطفال عن طريق ممارسة العنف عليهم مما يجعل الآباء والأمهات لا يستمعون إلى احتياجات الأطفال والغضب والإهمال والعقاب المتكرر ويؤدي ذلك إلى شعور الطفل بالتعاسة والحزن. ويشهد 3.3 ملايين طفل سنويا العنف المنزلي في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك زيادة في الإقرارات بأن الطفل الذي يتعرض للعنف المنزلي أثناء تربيته سيعاني في حياته التنموية والنفسية.
ويؤثر العنف المنزلي على كيفية تطور الطفل عاطفيا واجتماعيا وسلوكيا وإدراكيا وقد يؤدي ذلك إلى العدوانية والقلق وتغيرات في تفاعل الطفل مع الأصدقاء والعائلة والسلطات وقد تتزايد هذه المشاكل في المدارس لعدم وجود المهارات لحلها. وقد يسبب العنف الأسري الأذى الجسدي مثل كسور العظام وإصابات الرأس والتمزقات والنزيف الداخلي، وتوجد بعض الحالات الصحية المزمنة والتي تم ربطها مع ضحايا العنف المنزلي كالتهاب المفاصل ومتلازمة القولون العصبي والآلام المزمنة والقرحة والصداع النصفي.
وتعتبر الإهانة اللفظية نوعا من أنواع العنف العاطفي وتشمل استخدام اللغة كالتهديد أو الإساءة بالشتائم أو السخرية والازدراء والانتقاد. ويحدث العنف المنزلي في جميع أنحاء العالم وفي مختلف الثقافات ويؤثر على الناس من جميع الطبقات، وقد يكون من الصعب تقييم ظاهرة العنف الأسري بسبب حساسية الموضوع وعدم الإبلاغ عنها، بالإضافة إلى إنكار حدوث العنف ولا يقتصر العنف الأسري على أن يكون المتسبب هو الزوج ولكن أحيانا تكون الزوجة هي التي من قامت بالعنف الأسري تجاه أفراد العائلة.
ولمنع العنف الأسري يجب تضافر الجهود من خلال التوعية المجتمعية وتفعيل القوانين وتقديم الدعم للضحايا، بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية للعنف.