التراث هو كل ما ورثته البشرية من الماضي من ممارسات وتقاليد وعادات ومعارف وعلوم وفنون وآثار مادية وغير مادية، وهو نتاج البشر يحمله الأجداد إلى الأحفاد ويعكس هوية الأمة ووجدانها وسلوكها.
وينقسم التراث إلى نوعين الأول التــراث المادي مثل المباني التاريخــية والمنـشآت الصنــاعية والمشاريع السكنية والتــحف والنصب التذكارية، والثــاني غير المــادي الذي يشمل العادات والتقاليد والفــنون الشعبية والمعارف والمهارات التقليدية والكتب والوثائق والأعمال الفنية.
ويعرف التراث الثقافي بأنه كل ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون من جيل إلى آخر ويشمل كل الفنون الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات.
ويعتبر التراث ركيزة أساسية تعزز شعور الانتماء والفخر بالوطن ويساهم في توطيد الروابط الاجتماعية بين الأفراد إذ تعمل التقاليد على حفظ تجارب الأجيال السابقة مما يتيح نقل هذه الخبرات للأجيال القادمة.
وتتميز عادات وتقاليد الكويت بالكرم وتأكيدها على الروابط العائلية والاجتماعية واحتفالاتها الدينية والتقليدية المميزة وكذلك لا نغفل دور الديوانية كمؤسسة اجتماعية مهمة للرجال.
ويشمل تراث الكويت جوانب مادية مثل الحرف اليدوية التقليدية وصناعة السفن التقليدية وصيد اللؤلؤ والفنون التراثية والسدو وصناعة الخزف والنقش على الخشب والفخار والرسم على الزجاج وكذلك توجد مواقع أثرية مهمة مثل جزيرة فيلكا، وجوانب غير مادية كالديوانية والتقاليد الاجتماعية والأعراس والحكايات الشعبية بالإضافة إلى الفنون الشعبية مثل السامري والخماري والعرضة والألعاب التقليدية.
وتعكس تلك المظاهر ثقافة الكويت المتأثرة بالبيئات البحرية والبرية والحضرية والتي تم المحافظة عليها في المتاحف مثل متحف الكويت الوطني ومواقع مثل بيت السدو.
إن أهم ما يميز الحضارات الإنسانية هو ما تركته من أثر وتراث لأنه يمثل الهوية الثقافية المتوارثة عبر الأجيال والتي أصبحت مهددة في ظل ما تعرفه المجتمعات من عولمة مادية ومعرفية وهذا يشكل أكبر تحد يمكن مواجهته، ولذلك فإن اشهار الجمعية الكويتية للتراث منذ عام 2017 يعتبر إنجازا مهما للحفاظ على التراث الكويتي وتعليمه للأجيال المتعاقبة لتنمية الإحساس بالهوية الوطنية والشعور بالاستمرارية ولتعزيز التماسك الاجتماعي واحترام التنوع الثقافي والإبداع البشري وتعزيز قدرة الجماعات على بناء مجتمعات مرنة وسلمية وشاملة للجميع.