وسط عالم يعيش الكثير من التناقضات التي تعمقت بعد تحوله إلى قرية صغيرة بواسطة التطور والحداثة التكنولوجية، تتلاقح فيه المفاهيم والأفكار والمعتقدات تارة، وتصطدم مرتدية ثوب الرفض تارة أخرى، أرى الكويت تنتفض ناهضة على جميع الاصعدة نحو تحقيق مستقبل أفضل، لتقف كما كانت درة الخليج، بفضل قيادتها الحكيمة ووقوف شعبها الوفي صفا واحدا.
وسط الكثير من الصراعات الدولية والإقليمية، تخطو الكويت الغالية خطوات جادة لتصحيح وضعها الاستراتيجي والمالي والمؤسسي الداعم وترسيخ القيم والمحافظة على الهوية الاجتماعية لتحقيق رؤيتها الطموحة 2035 «كويت جديدة»، لتتحول الى مركز مالي وتجاري اقليمي وعالمي جاذب ومشجع للاستثمار وتنمية متوازنة على الرغم من التحديات المحيطة، حيث تسعى الكويت لتوحيد كل الجهود للتصدي لتلك التحديات والتغلب عليها لتحقيق اهداف خطة التنمية نحو مستقبل مزدهر ومستدام في ظل خطة التنمية الوطنية التي انبثقت من تصور سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه.
ومن المنتظر أن ينعكس هذا الحلم الطموح ويؤثر داخليا على تطور ونماء وازدهار البلد في جميع الأصعدة، وكذلك مواكبة التطور العالمي لتكون الكويت بمصاف الدول المتقدمة وتنعم بوضع استراتيجي واقتصادي مستقر، يرخي بظلاله على المواطنين والمقيمين.
ومن هذا المنطلق وأملا في تسريع الخطوات نحو تحقيق الحلم، أرى أن علينا الاعتماد على جميع مكونات المجتمع من اصحاب خبرة ومخضرمين، والاستثمار بشكل اساسي في الشباب الطموح وتشجيعهم وتبني اهدافهم، فهم ثروة البلد الحقيقية ومستقبله، وبهم تتحقق رفعة شأنه، ولا شك أن مشاركة شباب الكويت وبخاصة أصحاب الشهادات العليا بشكل أكبر وأوسع والاستفادة من خبراتهم وزجهم في ميدان العمل وترجمة احلامهم وطموحاتهم على أرض الواقع، ستواكب رؤية الكويت، ويصبحون جزءا من هذه المعادلة التي ستحقق القفزة الحقيقية والنوعية لهذا البلد المعطاء، بالاضافة الى أن ارتباط الشباب بهدف وطني تنموي يحصنهم ويرسخ وطنيتهم المتجذرة اصلا في وجدانهم، وسط الاحداث المتسارعة التي تعصف بالمنطقة.
وكما ذكرت في كتابي «لن يُهزم الحلم»، إن تحقيق الحلم يكون بعدم الاستسلام والتركيز على الهدف ومشاركة الشباب الكويتي الواعد.
ealsafran@gmail.com